قال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، المشرف على سفن الحرية المتجهة إلى غزة إن الانطلاق في اتجاه غزة جرى، أمس الأحد ظهرا، والوصول إلى قبالة سواحل غزة سيكون صباح اليوم الاثنين.إسماعيل هنية في انتظار وصول سفينة كسر الحصار بغزة يأتي ذلك في وقت اتهمت فيه الحملة الأوروبية لرفع الحصار السلطات الإسرائيلية بمحاولة التشويش على الاتصالات بين سفن الأسطول. وقال عضو اللجنة المنظمة للأسطول، أحمد أمين، إن قاربا يحمل ستة من النواب الأوروبيين، الذين منعت قبرص مغادرتهم عبر موانئها، على وشك الوصول إلى نقطة التجمع. وأضاف أن النواب سيصعدون على متن السفينة التركية، وسيتحرك الأسطول خلال 24 ساعة بعد أن يكمل بعض الاستعدادات الفنية. وأوضح أمين لوسائل الإعلام أن الأسطول سيصل ظهر الاثنين حسب تقديره إلى مياه غزة، وهي المرحلة، التي وصفها بالحاسمة، حيث سيقابل هناك ما تتوعد به إسرائيل. ولكنه أضاف أن "إسرائيل ربما تكون بدأت تراجع حساباتها"، لأن الضغوط عليها ازدادت في اليومين الأخيرين، وربما تتراجع عن ضرب السفن واعتقال من فيها. ونبه إلى أن المنظمين عرفوا من الإعلام أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، يدعم الأسطول، وأنه طالب إسرائيل بعدم التدخل لمنعه من الوصول إلى هدفه. من جهتها قالت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" إن بعض سفن أسطول "الحرية" تتعرّض بين الحين والآخر لمحاولات إسرائيلية للتشويش على عملية الاتصالات بينها، وهو ما يتفق مع ما قالته مصادر إسرائيلية من أن الجيش الإسرائيلي يعتزم التشويش على البث المباشر للسفن. وأفاد العضو المؤسس في "الحملة الأوروبية"، أمين أبو راشد، أن السلطات الإسرائيلية تحاول التشويش على وسائل الاتصال اللاسلكي، الذي يستخدم بين السفن، وذلك في إطار تحركاتها الهادفة لمنع الأسطول من الوصول إلى هدفه. وقال إن ذلك يبدو محاولة من إسرائيل للتأثير على ممرات سير السفن المحددة مسبقا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفنيين على متن السفن يحاولون تجاوز تلك الإشكاليات. من جهتها، دعت فرنسا إسرائيل إلى "المسارعة إلى رفع الحصار" عن غزة، عملا بقرار للأمم المتحدة فيما تستعد سبع سفن محملة بالمساعدات للتوجه إلى القطاع الفلسطيني، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة الماضي. وأفاد المتحدث باسم الخارجية، بيرنار فاليرو، "ما زالت فرنسا قلقة حيال الوضع الإنساني في قطاع غزة وتحث على تطبيق أحكام القرار الدولي رقم 1860 بالكامل"، وذلك في لقاء صحافي حول العملية الإنسانية، التي وصفتها إسرائيل بأنها "استفزاز سياسي إعلامي". ودعا القرار الصادر في 9 يناير 2009، في أعقاب الحرب الإسرائيلية "الرصاص المصبوب"، إلى "حرية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بما في ذلك الغذاء والمحروقات والأدوية". كما "رحب بالمبادرات الرامية إلى إنشاء ممرات إنسانية وآليات لتوزيع المساعدات الإنسانية". وتجمعت سبع سفن، الجمعة الماضي، في المياه الدولية مقابل سواحل قبرص قبل التوجه إلى غزة. وتشمل المساعدات 100 منزل مسبق التركيب، و500 كرسي كهربائي متحرك، ومعدات طبية ومعدات بناء. كما تنقل السفن 700 إلى 800 شخص من بينهم حوالى40 سياسيا أوروبيا وعربيا. وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه في يونيو 2007. من جهته، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، إن غزة على بعد لحظات تاريخية من كسر الحصار المفروض عليها من قبل إسرائيل. وأكد هنية، في كلمة ألقاها لدى اطلاعه على الاستعدادات لاستقبال أسطول الحرية القادم إلى غزة، أن "الحصار الذي فرض على القطاع بقرار دولي ظالم سيكسر الآن بقرار دولي عادل". وثمن هنية الدور الذي تقوم به الدولة التركية، مشيرا إلى أنها تقود تحولات إستراتيجية في المنطقة. وقال مراسل الجزيرة إن استقبالا كبيرا يعد للضيوف، وإن كانت التهديدات الإسرائيلية تضعف أمل أهل غزة في وصول أسطول الحرية آخر المطاف. ولكن رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، جمال الخضري، أكد أن "القافلة ستصل، ولكن ذلك يحتاج إلى عمل". وقال إنهم سيبدؤون حملة تضامنية واسعة مع أسطول الحرية، وإن مائة قارب ستخرج بموجب ذلك إلى عرض البحر في حركة رمزية لاستقبال الأسطول. ودعا الخضري "المجتمع الدولي وأحرار العالم" إلى التدخل لحماية المتضامنين على متن الأسطول، وشدد على ضرورة حماية المتضامنين في ظل نية الجيش الإسرائيلي "اعتراضهم وتفتيشهم ومواجهتهم وكأنها تقابل جيشا مسلحا". وقال الخضري إن منع هذا الأسطول سيولد أسطولا آخر، وإن التضامن لن يتوقف وإن الحصار سينتهي، وأبدى أملا كبيرا في وصول الأسطول إلى غزة.