الانتباه الى ادق تفاصيل الحياة الرتيبة في معتقل هيأه حاكم ل«ضال سياسي» وأسبغ عليه كل اشكال القمع و الاقصاء.. تلكم خلفية الصورة التي تؤطر وتحكم كتابات من اكتوى بنار الاعتقال السياسي وتوابعه. في مغربنا الحبيب. وطننا الجميل الذي اختار البعض ذات مرحلة تحويله الى معتقل كبير وجو مشوب بسوء النية والثقة بين المجتمع والدولة، نكاية في سؤال التقدم واحترام المؤسسات و الشعب أيضا، وانتصارا لذوات مريضة تتلبسها أهواء رخيصة وافكار تافهة. النتيجة مشهد سياسي معيب.. سنوات من الرصاص أطلقت تجاه جسد المجتمع.. دولة مرتبكة في اختياراتها.. واعتوارات اصابت العقل الجمعي للمغاربة يصعب بالتأكيد وبالواقع لملمة جراحها وانتكاساتها في عقد او عقدين.. وهذا هو المؤلم والاخطر في آن واحد (!). «الكتابة حالة» بالمعنى الصوفي اذا اردنا.. والبوح تنفيس في العمق عن «طوابق وبنايات» من الاحداث النفسية التي تضغط دواخل المرء، وتدفعه للمكاشفة، لتثبيت حقائق صادمة على الورق بمداد الحقيقة.. وهي العلاقة المفترضة والمبتغاة من كتابات المعتقل. الغباء السياسي عفوا القمع السياسي... كان دائما يدفع المقموع و المهدور آدميته إلى القول والبوح. في تجارب «شقيقة»، كان التاريخ يحسم لصالح المضطهد وكان ينتهي با لحاكم الجلاد الى الطرة. نجد هذا في كتابات مصطفى امين في« سنة أولى سجن»، في ستينيات مصر ما بعد الثورة الناصرية، ونعثر عليه في كتابات الروائي العميق الراحل عبد الرحمن منيف في «شرق المتوسط» او الان هنا او شرق المتوسط مرة اخرى. ولأن القمع عقيدة واحدة تختلف فقط في «الاجتهادات» فإن الانظمة السياسية خلقت تراكما مهما وملحوظا في تجارب الاعتقال من الماء الى الماء. انظر الصفحة الثانية