بالرغم من صرامة التنظيم وشدة الحواجز الأمنية التي عرفت تواجد مختلف أسلاك الأمن العمومي، بالزي الرسمي و المدني، والأمن الخاص، على طول الطرق والممرات والمسالك المؤدية إلى منصة السويسي بالرباط، فقد سجلت هذه الأخيرة مساء أول أمس الأربعاء حضورا جماهيريا مكثفا لساكنة العاصمة وزوارها لمتابعة الحدث الفني الكبير المتمثل في استضافة مهرجان موازين في دورته الحالية لأحد أبرز المطربين والموسقيين العالميين البريطاني السير إلتون جون. حضوري جماهيري نوعي بالآلاف، ومن مختلف الشرائح العمرية، لم يثنه ارتفاع سعر التذكرة، التي حددت في ستمائة (600) درهم، عن أن يهتبل فرصة المهرجان لمتابعة أحد عمالقة الفن الموسيقي المعاصر، إلتون جون، صاحب ألبومات عالمية شهيرة من قبيل: «يور سونغ»، في السبعينيات، ثم «تامبلويد كونكشن»، «مادمان كروس»،«دونت شوت مي»، «كابت فانتاستيك ذي براون»،«كود باي يليو بريك راود»،«نيكيتا» ، «ساد سونغ» ، «أيدونت كو وانا ويد يو»، كاندل أين دو ويند».. التي شنف من خلالها أسماعهم طيلة ساعات، وكشفت أن سنوات العمر الطويلة لم تنل من إبداعيته وتمكنه الفني الموسيقي الكبير، حيث لازال هذا الفنان البريطاني، كما بدا لكل الحاضرين، الذين تجاوبوا وتفاعلوا مع أغانيه وموسيقاه، يحاور بأنامله المتمكنة آلة البيانو لاستخراج أعذب الألحان والإيقاعات، وهي الآلة المعروفة بكونها آلة غير مطاوعة.. فعلى كرسي وثير أمام بيانو من صنع خاص، عزف الفنان البريطاني إلتون لجمهور الرباط وزوارها فوق خشبة منصة السوسي بالرباط، فحضرت الموسيقى، ولا شيء غير الموسيقي، بعزف متمكن وقول معبر، ثنائية إبداعية هزت الأوتار الفنية الجسدية لمختلف الفئات والأعمار.. مغاربة من كل حدب وصوب، نساء ورجال، شباب وشيوخ، تفاعلوا مع الإيقاع الموسيقى الراقي المنبعث من آلة ظلت تسحر المبدعين بمعية مجموعة موسيقية من أفضل محترفي القيتارة.. وهو يشدو «هاو كاناي دو تو مايك لوف يو»، «ساتورداي نايت»، «لوفون»، «فيناري»، «تيني دانس»، «فيلاديلفيا فريدام»،«كود باي ييلين».. بشعره المائل إلى الصفرة، ولباسه الأسود في أحمر، وجسم مدور قصير، وبقامة فنية وإبداعية بصمت تاريخ الأغنية الغربية العصرية.. ، حيث رصيده الفني خير شاهد على تألقه المستمر، وهو يحوز الجوائز الدولية، منها جوائز غرامي، وجوائز بريت توني، والأوسكار، ثم سيل جوائز أقراص بلاتينية، ونجاحات ألبومات لاتنتهي.. لم يبد على إلتون جون، ليلة الأربعاء، تعب السن أو مشقة العرض، حتى وأن السفر إلى الرباط خصيصا لدورة موازين التاسعة كان في نفس اليوم.. فقد أسرت مصادر أن طائرة خاصة حضرت من بريطانيا خصيصا لسهرة يوم الأربعاء بالرباط ابتداء من الساعة الثالثة. وحين أوشك إلتون جون على إنهاء الحفل، استعمل كرسيا وصعد إلى أعلى فوق البيانو، وصفق مع الجمهور لنجاح الحفل، وأعاد التصفيق مطالبا إسماعه حرارة الفضاء تصفيقا قويا، وكأن حال لسانه يقول: لنصفق جميعا للفن ولحب الفن والإبداع..