أقدم المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير ببرودة دم نادرة على ارتكاب جريمة بيئية بكل المقاييس , تتجلى في اقتلاع أشجار شامخة بساحة مولاي المهدي و حديقة السلام ~ الخرديل ~ في تحد سافر للميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة من جهة , و استخفافا بمشاعر ساكنة المدينة التي ارتبطت هذه الأشجار بذاكرتها التاريخية من جهة أخرى . و للتوثيق , فإن هذه الأشجار التي أغتصب حقها في الحياة يعود تاريخها إلى عشرات السنين و تصنف ضمن الأنواع النادرة, وتضفي على فضاء المدينة جمالية ساحرة, و تعتبر متنفسا لرواد الحديقة, بالإضافة إلى كونها ملجأ لأنواع كثيرة من الطيور . إن إقدام الساهرين على تدبير الشأن المحلي على هذه المجزرة الرهيبة يترجم بالملموس غياب الثقافة البيئية في مرجعيتهم و استهتارهم بقوانين حمايتها ; و للتذكير فإن للمجلس الحالي سوابق في عمليات إعدام أشجار المدينة , حيت دشن ولايته بإجتثات حوالي سبعين شجرة نخيل على امتداد طريق العرائش ... و للحفاظ على ما تبقى من الإرث الإيكولوجي قام مستشارو المعارضة داخل المجلس البلدي إلى جانب فعاليات حقوقية وبيئية بوقفة احتجاجية بمكان الورش لإيقاف حمى عملية الاغتصاب و الإجتثات الممنهجة , كما تم إشعار السلطات المحلية و الإقليمية بخطورة هدا الفعل ألجرمي المرتكب في حق المجال الأخضر . و إلى حد كتابة هذه السطور, علمنا أن سلطات الوصاية أصدرت تعليماتها لإيقاف هذه المذبحة التي تنم عن عبثية من رخص لها .