بداية نرحب بك الأستاذ محمد الستيتو على صفحات موقع شبكة طنجة الإخبارية، ونود أن تحدثنا عن تجربتكم بخصوص عملية تشجير وبستنة ساحة الثانوية الإعدادية الفارابي خصوصا وأنها تجربة نموذجية على الصعيد الاقليمي؟ بسم الله الرحمان الرحيم شكرا الأخ عبد الله ولشبكة طنجة الإخبارية، وهذه أول مرة تتاح لنا فرصة على المستوى الإعلامي لاطلاع ساكنة طنجة على تجربة أعتبرها شخصيا أنها تستحق الإهتمام على مستوى المحافظة على البيئة والإهتمام بها . فالكلام المعسول عن البيئة أصبح موضة العصر، وللأسف فالإهتمام بها غالبا ما يتم على الأوراق وداخل المنتديات والأروقة المغلقة ،ومن منطلق جذورنا القروية كان حبنا للطبيعة والبيئة كبيرا و صادقا ،وكانت لدينا القدرة أن ندرك معنى جمال الطبيعة والتلوث والتصحر... ، بالإضافة إلى تشبثنا بمجموعة من الأفكار والقيم التي تتمثل في إيماننا الراسخ بضرورة الاهتمام بالبيئة في الميدان لا على الأوراق، وهنا أستحضر مقولة لممثل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي في إحدى الاجتماعات بجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض "من أراد أن يتعامل مع البيئة يجب أن ينطلق مما هو موجود تحت قدميه " . وهذا ما جعلنا نقدم نموذجا على مستوى الفعل، ففي سنة 2003 لما استقلت مؤسستنا عن ثانوية حسان ابن ثابث كانت عبارة عن أرض قاحلة لا نبتة ولا شجرة فيها ،فأخذنا على كاهلنا تحسين الفضاء البيئي للمؤسسة التي نشتغل بها خصوصا وأن الظروف كانت ملائمة بحكم الدعم اللامحدود الذي وجدناه من جمعية آباء وأولياء التلاميذ والإدارة التربوية آنذاك والإنخراط الفعال لأعضاء النادي البيئي، وهذا ما نعتبر أنفسنا قد نجحنا فيه إلى حد كبير. عذرا على المقاطعة هل يوجد نادي مهيكل للبيئة بالمؤسسة؟ نعم يوجد نادي بيئي بالمؤسسة تأسس منذ سنة2003، وداخل هذا الإطار اشتغلنا وكما لاحظتم وقد عرضنا عليكم بعض الصور القديمة التي تِؤثث أرشيف النادي البيئي تظهر لكم بالملموس الفرق الكبير عما كانت عليه المؤسسة وكيف أصبحت في حلة جديدة خضراء تسر الناظرين حيث البساط الأخضر الجميل وأشجار مختلفة ألوانها .. هذه باختصار شديد تجربتنا المتواضعة. هل لك أن تحكي لنا كيف انخرط التلاميذ في هاته المبادرة؟ في الحقيقة كان انخراط فعال وإيجابي ،فالتلميذ حينما تشركه في أي عملية كيفما كان نوعها تكون مردوديته كبيرة ويتحمل المسؤولية . كيف هي درجة وعي التلاميذ بالبيئة؟ الكل يسمع بضرورة المحافظة على البيئة سواء في وسائل الإعلام أو داخل الأقسام، ولكن لا بد من التذكير والتأطير والتأهيل حتى يصبح الوعي البيئي سلوك يومي . لكن للأسف هذا الموسم يعرف النادي البيئي بالمؤسسة جمودا بسبب الإصلاحات التي تعرفها المؤسسة على مستوى الترميم وإحداث بنايات جديدة، بالإضافة إلى إصابة أعضاء النادي البيئي بالإحباط بسبب المجزرة البيئية التي ارتكبت في حق 20 شجرة من بينها أشجار من نوع الخروب وهي نباتات محلية معروفة بها عروس الشمال، و ذات قيمة ايكولوجية كبيرة، للأسف تمت إبادتها من طرف المقاول الذي كلف ببناء سور المؤسسة رغم أننا اقترحنا على المسؤول عن الورش إمكانية نقل هذه الأشجار إلى أماكن أخرى، لكن وفي غفلة منا اجتثت كل الأشجار عن بكرة أبيها وكأنهم كانوا ينتظرون الفرصة للإجهاز عليها. كان إحساسا فظيعا، وعملا إجراميا، فراسلنا نيابة طنجةأصيلة لفتح تحقيق في هذه الجريمة البيئية آملين أن ترد لنا الإعتبار ، فلم نتلقى أي رد إلى الآن، وكانت المرارة أكبر ..... فعن أي بيئية يتحدثون ؟؟؟؟؟ لو كنا في بلد أوروبي لفتحت تحقيقات وقدمت استقالات وتمت المحاكمات.......... والى من تحملون المسؤولية في اجتثاث هذا الكم الهائل من الأشجار؟ نحمل المسؤولية للمقاول أولا لأننا قدمنا له حلول لكنه لم يعرها أي اهتمام ونحمل المسؤولية كذلك لنيابة التعليم بطنجة التي لم تقدم أي إجابة بخصوص هذه القضية. الأستاذ محمد بصفتكم متخصص في علوم الحياة والأرض ومهتم بقضايا البيئة، طنجة اليوم تعرف ارتكاب جرائم في حق المجال الغابوي المحيط بعروس المتوسط ،كيف تنظرون إلى الأمر؟ منطقة الغندوري والرميلات و الغابة الديبلوماسية كلها تعرف الزحف الأسمنتي على مناطقها الخضراء،وهي كارثة بيئية بكل المقاييس وعلى المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم على اعتبار أنهم الجهات الوصية والقادرة على وقف هذا الزحف الرهيب ، وعلى جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالتحسيس والرصد والبحث عن التمويل للمشاريع البيئية التافهة التي تدر بعض الدريهمات على أصحابها أن تنتقل إلى الاحتجاج الميداني للتحسيس بمخاطر اجتثاث الحزام الأخضر للمدينة ، الذي يعتبر رئة الساكنة ومتنفسا لها . الصيف على الأبواب والشاطئ البلدي وبشهادة تقارير رسمية يعرف تلوثا كبيرا ، ما رأيك؟ كل التحاليل المختبرية التي تقوم بها مندوبية وزارة الصحة على المياه الشاطئية من حين لآخر تبين أن مياه الشاطئ البلدي ملوثة ،وننصح سكان طنجة بالابتعاد عن هذا المكان خلال الصيف القادم والى حين ميسرة . وللأسف فشركة أمانديس لم تتحمل مسؤوليتها بتحويل كل المياه العادمة إلى محطة المعالجة ،فالمياه المستعملة والملوثة لا زالت تصل إلى الشاطئ البلدي والى شاطئ مرقالة وغيرهما . كلمة أخيرة أستاذ الستيتو؟ أوجه كلمة إلى المسؤولين والجمعيات المهتمة والى عموم ساكنة طنجة أن البيئة هي إحساس نابع من القلب و سلوك يومي ، كل واحد منا يجب أن يمارسه كالأكل والشرب، وعلى كل واحد منا أن ينطلق من موقع مسؤوليته، ومن النقطة التي يتواجد فيها وذلك بالمساهمة في تحسين البيئة من خلال غرس الأشجار والنباتات .. ويجب كذلك أن نقوم جميعا بعملية التحسيس وسط العائلة وسط المؤسسة ومع الجيران ... وعلى المسؤولين بذل مجهودات أكبر لحل هذا المشكل. وأملنا كبير في الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ....