قرر عمال كوصيما سابقا و المحالون على التقاعد المبكر و البالغ عددهم 45 عاملا و عاملة خوض اعتصام مفتوح بمقر الضمان الإجتماعي بفاس احتجاجا على تأخر معاشهم المبكر، و الذي تم الإتفاق عليه على إثر إغلاق معمل كوصيما نتيجة الحريق الذي تسبب في انهيار سقيفة اسمنتية أدت إلى وفاة احد العمال، و أحد رجال المطافئ، و إصابة القائد الجهوي مولاي الحسن بعاهة مستديمة. و قد بلغ الإحتجاج أشده حيث رفع العمال شعارات داخل مؤسسة الضمان الإجتماعي بفاس ،منددين بالتماطل الذي طال ملفهم و خلق لهم معاناة اجتماعية و نفسية نتج عنها إصابة بعضهم بأمراض مختلفة. و في اتصالنا مع المدير الجهوي عبد الحميد أزواوي أكد لنا اهتمامه الشخصي بهذا الملف و تفهمه لوضعية العمال المعتصمين الذين لهم الحق في اتخاذ أي قرار يرونه لتحقيق مطالبهم العادلة. و مباشرة فتح حوارا مع العمال المعتصمين و ممثليهم النقابيين، حيث أعطى عددا من التوضيحات المتعلقة بالإجراءات التي قام بها انطلاقا من شهر 11/2009، مباشرة بعد توقيع عقدة التفاهم مع العمال و أداء المشغل الواجبات المستحقة للصندوق، كما كان حريصا على ضمان حقوق العمال في وقتها المناسب، ثم بعد ذلك بشرهم بأن الإدارة المركزية حلت المشكل و سيتوصلون في الاسبوع المقبل بواجبات الثلاثة الأشهر الأولى على إثر اتصالاته المكثقة مع الإدارة المركزية ، و أن العمال يتقاضون بعد ذلك أجورهم شهريا كما بشرهم أنه من حقهم الإستفادة من التغطية الصحية انطلاقا من صباح الأربعاء الماضي، هذه التغطية التي تشمل العمليات الجراحية و الأمراض المزمنة إلا طب الاسنان بشكل مؤقت، بالإضافة إلى تسوية تعويضاتهم العائلية في المستقبل القريب بعد استيفاء الشروط القانونية لذلك. و على إثر هذه التصريحات فك العمال اعتصامهم، كما نوه السيد العيادي ادريس باسم الفيديرالية الديمقراطية للشغل بالمجهودات التي قام بها المدير الجهوي للضمان الإجتماعي اهتماما بالعنصر البشري عامة و الطبقة العاملة خاصة، آملا أن تنهج جميع الإدارات ما سلكه صندوق الضمان الإجتماعي في حواره مع شغيلة فاس.