وصلت أمس الثلاثاء أولى أكوام سحابة الرماد البركاني الناجمة عن بركان إيسلندا إلى الأجواء المغربية. وقال محمد بلعوشي، مدير مديرية الأرصاد الجوية، إن سحابة الرماد البركاني التي تتحرك، تتوجه حاليا بفعل الرياح نحو شمال غرب الجزائر وتوقع أن تصل إليه في حدود الساعات الأولى من يومه الأربعاء. وكشفت المصالح الجوية الجزائرية أن الخطوط الجوية الإسبانية «سبانير» ألغت رحلتها المبرمجة على الساعة العاشرة ليلا إلى بالما من مطار الجزائر الدولي «هواري بومدين»، كما أكدت السلطات الإسبانية غلق 19 مطارا بسبب عدم توفر شروط الملاحة الجوية نتيجة عودة النشاط البركاني الإيسلندي، مما أعاد سحابة الدخان التي تقذفها الحمم البركانية باتجاه أوروبا الغربية وخاصة الواقعة منها جنوب غرب القارة، حيث تأثرت كل من البرتغال وإسبانيا بالظاهرة. وأوضح ذات المسؤول أنه من المحتمل أن تنقشع سحابة الرماد البركاني، التي تتحرك على مسافات مرتفعة تقدر بحوالي أحد عشر كيلومترا وتغطي حاليا معظم المناطق المغربية خلال اليومين المقبلين على أبعد تقدير. هذا في الوقت الذي أكد فيه مصدر مقرب من الهيئة الوطنية للطيران أنه من المحتمل أن يستمر «تضرر» المجال الجوي المغربي من خلال إغلاق عدد من المطارات المغربية، كما حدث أمس. وقد تسبب تقدم سحب الرماد البركاني باتجاه شبه الجزيرة الإيبيرية وفوق جزء من شمال الأطلسي، في اضطرابات في حركة النقل الجوي نحو بعض الدول الأوربية. ونقلت وزارة التجهيز عن إدارة الطيران المدني أن «خمسة مطارات منها مطارا الرباط والدارالبيضاء قد أقفلت أمام الملاحة صباح الثلاثاء». وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أنه نتج عن إغلاق المطارات الخمسة أمس الثلاثاء، إلغاء حوالي 20 رحلة جوية من مطار الدارالبيضاء في اتجاه عدد من العواصم الأوربية، وواحدة في اتجاه بروكسيل انطلاقا من طنجة، في حين تم تحويل انطلاق رحلة أخرى من مطار الرباط الى فاس في اتجاه باريس. وأوضحت مصادرنا أنه تم كذلك، نتيجة إجراءات إغلاق المطارات بسبب دخول سحابة الرماد البركاني المجال الجوي المغربي، إلغاء جميع الرحلات الداخلية المتوجهة الى طنجة والعيون ومراكش وأكادير، فيما أكدت أن الرحلات المباشرة، من خلال ما يوصف بالسفر من نقطة الى نقطة، كانت أقل تضررا من مضاعفات سحابة الرماد البركاني. ويعتبر المغرب هو أول بلد في منطقة المغرب العربي يتأثر بسحب الرماد البركاني التي وصلت سواحله الشمالية والغربية.