قال محمد بلعوشي، مسؤول عن قسم التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، إن المغرب في منأى عن سحابة رماد بركان إيسلندا، موضحا أن التنبؤات تشير إلى اتجاه السحابة نحو الغرب والشمال، بفعل الرياح النفاثة، التي تدفعها نحو القطب الشمالي، ما يشكل حاجزا بينها وبين المغرب. وأضاف بلعوشي، في إفادة "المغربية"، أمس الأربعاء، أن المديرية تتوصل بمستجدات دقيقة، من خلال نشرة على رأس كل ست ساعات، من لدن المركز الجهوي للبراكين بتولوز، في فرنسا، الأمر الذي يمكن من تغطية التوقعات الخاصة ب 18 ساعة المقبلة. من جهتها، قالت وزارة التجهيز والنقل، أول أمس الثلاثاء، إنه من المرجح ألا يتأثر المجال الجوي المغربي بسحابة الرماد، المنبعث من بركان إيسلندا. وذكرت الوزارة في بلاغ، أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه، في إطار التنسيق ومتابعة تطور حالة هذه السحابة، عقد اجتماع، يوم الاثنين المنصرم، بتعليمات من وزير التجهيز والنقل، جرى خلاله التأكيد أنه من المرجح ألا يتأثر المجال الجوي المغربي بهذه السحابة . وسجل البلاغ أن المجال الجوي الأوروبي سيظل متأثرا، بالنظر للتوقعات الجوية على المدى القصير، التي يتوفر عليها المركز الوطني للأرصاد الجوية، الذي يتابع، بشكل مستمر، تطور حالة السحابة البركانية، بتعاون وثيق مع المركز الجهوي للبراكين بتولوز، الذي يضطلع بالمهمة نفسها. وخلال هذا الاجتماع، قدم عرض حول التأثير المباشر الناجم عن إغلاق عدد من المطارات الأوروبية لدواعي السلامة (فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، وهولندا وإنجلترا)، على الرحلات المتجهة من وإلى المطارات المغربية، وكذا الإجراءات المتخذة للخفيف من انزعاج الركاب، وكيفية التعامل مع هذه الوضعية الاستثنائية. ومنذ ظهور سحابة الرماد البركاني، عبأ كل من المكتب الوطني للمطارات، والمصالح العمومية، وشركات الطيران والوكلاء، أجهزة اليقظة، واتخذت إجراءات لإخبار ومساعدة الركاب، الذين تأخرت مواعيد رحلاتهم أو ألغيت، بمجموع مطارات المملكة. من جهة أخرى، أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية عن إطلاق سلسلة من الإجراءات العاجلة، بتنسيق مع المراكز الجهوية للسياحة بأهم الوجهات السياحية، والفاعلين في القطاع والسلطات المحلية، بهدف "التخفيف إلى أبعد حد من عبء انتظار المسافرين العالقين" بالمغرب، إثر الاضطرابات الحاصلة في حركة النقل الجوي، منذ أسبوع. وأوضح بلاغ للوزارة، أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الاضطرابات الحاصلة في حركة النقل الجوي منذ أسبوع، بسبب سحابة الرماد البركاني، بالسماء الأوروبية، أثرت، منطقيا، على رحلات مغادرة السياح الأجانب انطلاقا من المغرب". وأضاف المصدر ذاته أنه، لمواجهة هذه الوضعية، عقدت وزارة السياحة والصناعة التقليدية اجتماعات تشاورية مع الفيدرالية الوطنية للسياحة والفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية. وتهم الإجراءات العاجلة، على الخصوص، تقديم المساعدة والمعلومات، من خلال وضع نقاط استقبال في مجموع المطارات، وفي المراكز الجهوية للسياحة، من أجل تقديم المساعدة والمعلومات للمسافرين، الذين ألغيت رحلاتهم. وبالنسبة للإيواء، أوضحت وزارة السياحة أن أرباب الفنادق بالوجهات السياحية الرئيسية تعبأوا، من خلال التكفل بالسياح (تخفيضات تتراوح بين 30 و70 في المائة)، حسب الجهات والإمكانيات المتوفرة. وعملت السلطات المحلية، أيضا، على إيجاد حلول بديلة لكل حالة على حدة، لتوفير إيواء مجاني للسياح، الذين لا يتوفرون على إمكانيات، خاصة بمراكز الأعمال الاجتماعية. وفي ما يتعلق بتأمين العودة، عبأت شركة الخطوط الملكية المغربية كافة مواردها، بالرفع من الترددات نحو الوجهات، التي أعيد فتحها في وجه الملاحة الجوية. ووضع أرباب النقل الطرقي الدولي والسياحي في خدمة وكالات الأسفار والسياح حافلات ركاب جديدة ومكيفة، حسب الحاجيات، وبأثمنة تفضيلية. يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية أفادت، في آخر تقديراتها، أن ثلاثة آلاف مواطن فرنسي كانوا، إلى غاية أول أمس الثلاثاء، عالقين في المغرب، بسبب شلل حركة الملاحة الجوية. وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تغييرا في توجه الرياح سيدفع سحابة الرماد البركاني، في نهاية الأسبوع، نحو القطب الشمالي. وبمعزل عن المدة، التي سيستغرقها ثوران البركان الإيسلندي، وصلت الخسائر، نتيجة البلبلة في حركة الملاحة، إلى مئات ملايين الدولارات، حسب شركات طيران، وسلطات عدة.