أكد متحدث باسم مؤسسة «ديزيرتيك» الألمانية أن مشروع استغلال الطاقة الشمسية بالصحراء لن يشمل المناطق الصحراوية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو. وقال المتحدث الألماني في تصريح أدلى به يوم الجمعة لصحيفة «الغارديان» البريطانية إن المؤسسة تخشى على سمعتها لو أنها أقامت المشروع في تلك المناطق، مضيفا أن مسؤولي الشركة لا يزالون يواصلون محادثاتهم حول المشروع مع وزارة الطاقة المغربية، رغم أن موقع المشروع لم يتحدد بعد. وجاءت هذه التصريحات عقب ضغط كبير مارستها إحدى المنظمات الحقوقية الألمانية، «جمعية الأشخاص المهددين»، على الشركة، حيث راسلت مديرها التنفيذي، فون سون، وطالبتها بتحديد المناطق التي سيتم فيها استثمار ما قيمته 400 مليار أورو في إطار مشروع الطاقة الشمسية بالمغرب. وكان رد الشركة أن قالت: «عند النظر إلى مواقع المشروع، إن مبادرة ديزيرتيك الصناعية تأخذ بعين الاعتبار أيضا الجوانب السياسية، والإيكولوجية والثقافية. وهذه الاعتبارات تتماشى والاستراتيجيات التمويلية التي تعتمدها الأبناك الدولية للتنمية». ويتعلق الأمر بمشروع عملاق يروم توفير الطاقة لأوربا اعتمادا على ألواح شمسية عملاقة يتم تثبيتها في صحارى شمال إفريقيا، وقد يمتد ذلك ليشمل حتى شبه الجزيرة العربية، بقيمة مالية ضخمة تصل إلى حوالي 573 مليار أورو، ليكون بذلك أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، حيث سيتم إنشاء حقول شاسعة من الألواح الشمسية، سيتم استغلالها لتسخين المياه، التي ستعمل بدورها عندما تبلغ درجة الغليان بتشغيل محركات خاصة بتوليد الكهرباء، ونقل هذه الطاقة إلى دول شمال إفريقيا ثم إلى أوربا. وكان المغرب قد باشر فعلا أولى الخطوات من أجل نقل المشروع من حيز الدراسة إلى التنفيذ، حيث تم في وقت سابق من هذا السنة الماضية قد قدم مشروع آخر لاستغلال الطاقة الشمسية بالصحراء، والذي سيكلف تسعة ملايير من الدولارات، وسيوفر 38% من احتياجات المغرب الطاقية بحلول سنة 2020. وسيتم تمويل هذا المشروع الوطني من طرف الدولة وكذا من لدن جهات خاصة، مما يجعله يندرج في إطار الاستراتيجية الطاقية الجديدة التي تولي أولوية بالغة لتنمية الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة. كما أن هذا الاستثمار الطاقي سيمكن المغرب من الحصول على طاقة نظيفة ستتيح له التقليص من استيراد حاجياته من الطاقة بتوفير مليون طن من المحروقات الأحفورية سنويا مما سيمكن من تجنب انبعاث ما يناهز ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون. ومما لا شك فيه أن المغرب يستفيد في هذا الإطار من مجموعة من المقومات بما في ذلك مؤهلات البلاد الضخمة من الطاقة الشمسية من خلال إشعاعها الذي يفوق خمسة كيلوواط/ ساعة في المتر المربع يوميا على مدى 3000 ساعة سنويا. إلى جانب الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يضع المغرب في صلب ملتقى طرق طاقية عالمية تؤهلها لأن تكون مركزا رئيسيا في المبادلات الكهربائية المتنامية بين بلدان البحر الأبيض المتوسط.