تضع مبادرة (ديزيرتيك) الصناعية، لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المغرب في موقع محوري ضمن هذا المشروع المستقبلي الضخم، الذي سيستجيب للطموح العالمي في توفير طاقة نظيفة، مستدامة ورخيصة. وتبين الخريطة التي وضعها مصممو المشروع، الدور المركزي الذي سيضطلع به المغرب في إطار هذه المبادرة الطموحة، خاصة مع مشروع الطاقة الشمسية، الذي أطلقته المملكة في نونبر الماضي، ويهدف إلى إنشاء قدرة إنتاجية للكهرباء، انطلاقا من الطاقة الشمسية طاقتها 2000 ميغاواط في أفق 2020. ويجد هذا الدور المركزي تفسيره في كون المملكة، من خلال مشروع الطاقة الشمسية، هي أول بلد في المنطقة يتوفر على رؤية استراتيجية واضحة، ملموسة وواقعية في مجال الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة. وجاء تصريح السيد بول فان سون، المدير العام لمبادرة (ديزيرتيك) الصناعية، ليؤكد على أن المغرب، الذي يتوفر على سوق طاقية، مهيئ تماما للاضطلاع بهذا الدور في مبادرة إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية. فقد اعتبر السيد فان سون أن المغرب "شريك مثالي" لإنجاز مشروع إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مضيفا في حديث أدلى به إلى صحيفة (زودويتش تزايتونغ) الألمانية، نشرته أمس، أن مبادرة (ديزيرتيك) تستند على عنصر إيجابي، هو أن المغرب يتوفر على ربط كهربائي ذي ضغط عالي مع إسبانيا. وذكر المدير العام لمبادرة (ديزيرتيك) الصناعية بالمباحثات التي أجراها مع السيدة أمينة بنخضراء، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، في برلين خلال شهر يناير المنصرم، مشيرا إلى أنه "أعجب بمدى الاستعداد والرغبة في التعاون المشترك"، التي يبديها المغرب في هذا المجال. وكانت السيدة بنخضراء، قد قدمت للمسؤولين الألمان استراتيجية المغرب في مجال الطاقة، خاصة ما يتعلق بتطوير الطاقات المتجددة، وفي مقدمتها المشروع المغربي للطاقة الشمسية، خلال زيارة قامت بها إلى برلين في الأسبوع الأخير من يناير الماضي، كانت خلالها مرفوقة بالسيدين علي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء ومصطفى باكوري، رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية. وأكد المسؤولون الألمان أن المغرب "حقق تقدما كبيرا من خلال سياسته الواضحة والتزامه الراسخ بتطوير الطاقات المتجددة"، مشيدين بمبادرة المشروع المغربي للطاقة الشمسية، التي اعتبروها مبادرة طموحة تنطوي على دينامية جديدة في تطوير الطاقات المتجددة. كما أعرب المسؤولون الألمان عن ثقتهم الكاملة في المغرب وفي استقراره السياسي وفي اختياراته لتحقيق التنمية المستدامة. وتهدف مبادرة (ديزيرتيك) الصناعية الخاصة، التي ستفتح أفقا جديدا للعلاقات بين الدول الأوربية وبلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إلى توفير إمدادات طاقية آمنة صديقة للبيئة ومستدامة، عبر وضع شبكة ضخمة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في المنطقة الممتدة من الشرق الأوسط إلى المغرب، في أفق 2050. كما يتوخى المشروع تزويد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقسط وافر من طلبها على الطاقة، وإمداد أوربا بحوالي 15 في المائة من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية. وكان الاجتماع التأسيسي لمشروع (ديزيرتيك) قد انعقد في 13 يوليوز الماضي في مدينة ميونيخ (جنوبألمانيا)، بمساهمة شركات ألمانية منها (إر.في.ايه) و(إيون) ومجموعة شركات زيمنس للصناعات الالكترونية ومصرف (دويتشه بنك)، بالإضافة إلى شركات أخرى مختصة في مجال الطاقة الشمسية ك`(ابنغوا سولار) الاسبانية. كما تأسست خلال أكتوبر الماضي (مبادرة ديزيرتيك الصناعية)، كشركة محدودة، يديرها السيد بول فان سون، ستقوم، على الخصوص، بوضع إطار للاستثمارات الممهدة لإنجاز مشروع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ومن الرياح.