مرة أخرى تصر الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين بجميع فروعها بإقليم فكيك على إثارة انتباه المسؤولين إلى وضعية الانتظار القاتل الذي يعيشونه ويعيشه معهم الشريط الحدودي بأكمله. اختاروا الاحتجاج بالنزوح الجماعي إلى الجارة الجزائر، أهي عملية مقايضة أم شكل جديد من الاحتجاج سبق أن جربوه وأتبث عدم فعاليته بالنظر للتجارب السابقة. لقد سبق أن عرفت المدن الحدودية في الشرق المغربي موجة من الاحتجاجات والاصطدامات مع الأجهزة الأمنية قبل أزيد من ثلاث سنوات وتوجت الاحتجاجات بعملة نزوح مجموعة من الشباب العاطل من منطقة عين الشعير بإقليم فجيج نحو الجزائر . لاأظن بأن الشباب النازح وقتها أو الشباب الذي حاول النزوح نهاية الأسبوع الماضي لا يعلم حق المعرفة أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالجزائر الشقيقة ليست بأحسن حال من المغرب، فهي بدورها تعرف تنامي ظاهرة البطالة والفقر، لكنهم كما يبدو أرادوا بنزوحهم هذا إثارة انتباه المسؤولين مركزيا إلى التهميش الذي تعرفه المناطق الحدودية. التهديد بالنزوح نحو الجزائر والحركات الاحتجاجية لسكان المناطق الحدودية تدق ناقوس الخطر وتفرض على المسؤولين محليا ومركزيا التعامل مع مشاكل الأقاليم الحدودية بنوع من الجدية والمسؤولية عوض الاستمرار في سياسة تجاهل الأمر وترك الأمور كما كانت عليه منذ الاستقلال إلى الآن. هو جيل من الشباب الذي وجد نفسه بين عشية وضحاها ضحية اللامبالاة، جيل منهم من استكمل تعليمه بالجامعات وعاد أدراجه إلى مدينته الأصلية بعد أن أكمل مشواره الدراسي وألف فضاءات المدينة ليجد نفسه حبيس ممرات يطلق عليها مجازا شوارع ودكاكين تحولت إلى مقاه فوجدوا أنفسهم يموتون ببطء وتتناقص معارفهم في ظل النسيان. فمن جرادة إلى عين بني مطهر فبوعرفة وفجيج ثم تالسينت وبني تدجيت وعين الشعير وصولا إلى ميسور القاسم واحد البحث عن الكرامة وإعادة الاعتبار للسكان وإخراج البرامج المقررة إلى الوجود.