انتهى آخر اصطدام وليس الأخير لنحو 500 من أفراد خمس مجموعات للمعطلين (مجموعة الخمس للأطر العليا الوطنية، ومجموعة 2003 لحاملي الدكتوراه والدراسات العليا، والمجموعة الوطنية الموحدة لحاملي دبلومات السلك الثالث، والمجموعة الوطنية المستقلة لحاملي دبلومات السلك الثالث، ومجموعة 2001 للدكاترة) مع قوات الأمن ليوم أول أمس الأربعاء بالرباط بدون أن يسفر كسابقيه، في 9 و10 من الشهر الجاري، عن وقوع جرحى أو إصابات خطيرة. ففي حدود السادسة إلا قليلا من مساء ذلك اليوم شرعت مجموعة من المعطلين بالتظاهر في ساحة البريد أمام أنظار قوى الأمن (الأمن الوطني ووحدات التدخل المتنقلة السيمي والقوات المساعدة) برفع الشعارات المطالبة بالشغل والمنتقدة لسياسة الحكومة، وما كانت هذه الخطوة إلا إجراءا تكتيكيا لجلب انتباه عناصر الأمن حتى تتمكن مجموعة أكبر عددا من تنفيذ الشكل الاحتجاجي الحقيقي قبالة محطة القطار الرباطالمدينة، وذلك بربط بعضهم البعض بالسلاسل الحديدية في إشارة إلى التحدي والصمود في وجه ما تعمد إليه تجاه وقفات المعطلين من تفريق بالقوة لجمعهم. وهو ما تمكن المعطلون من القيام به بالفعل، قبل أن تنتبه إليه عناصر الأمن وتنتقل إلى عين المكان بكثافة، وعندها حاصرت المنطقة من كل جانب مشكلة طوقا حول مجموعة المعطلين. وأمام عجزها عن تفريقهم بالطريقة المعتادة امتنعت عن التدخل بعنف بواسطة هراوات، وتم استدعاء أفراد من الوقاية المدنية الذين حملوا معهم ملاقط كبيرة مخصصة لقطع الحديد، وباشرت قطع السلسلة وفي كل مرة يُخرج فيها أحد أفراد المجموعة من السلسلة يحملها عناصر الأمن جبرا، وقد استغرقت عملية قطع السلسلة ما يفوق الساعة من الزمن لتبدأ بعد عملية مطاردة جموع المعطلين في الشوارع المجاورة لينتهي الشكل الاحتجاجي بدون أن تنتهي تعبئة عناصر الأمن، والتي ظلت سياراتهم مرابطة بجانب محطة القطار وبملتقى شارعي محمد الخامس والحسن الثاني، كما ظلت إلى مغيب الأربعاء محتلة لجزء من ساحة البريد، وقد لوحظ حضور مسؤولين أمنيين وترابيين كباشا مدينة الرباط وحركة غير عادية لسيارات أمن عديدة تجوب الشوارع المجاورة ذهابا ومجيئا. وقد علمت التجديد من بعض أفراد مجموعات المعطلين أن التصعيد في أشكال الاحتجاج وتطويرها بشكل غير مسبوق هو القرار المتخذ، وأن الأسبوع المقبل سيشهد تنفيذ ما وصفوها معركة غير مسبوقة تعتمد أشكال احتجاج أرقى، بدون أن يحددوا زمانها ومكانها، وقد صارت المجموعات تتعمد عدم ذكرهما في بياناتها مخافة أن ترابط عناصر الأمن في مكان الاحتجاج قبلهم وتحول بينهم وبين قصدهم. تجدر الإشارة إلى أن الشهر الحالي شهد اصطدامات دامية بين المجموعات المذكورة وقوات الأمن التي صعدت هي الأخرى من قوة وعنف تدخلها، وسجلت أيام 9 و10 و11 يونيو إصابة ما يفوق 150 معطلا إصابات تفاوتت بين الخطيرة والطفيفة، ونقلوا إثرها إلى المستشفى للعلاج، وضمنهم من كان سبب إصابته شربه للبنزين ومحاولة إحراقه لجسده. محمد بنكاسم