اعتبر محمد عبد العزيز «رئيس» الجمهورية الصحراوية الوهمية أن التقرير الأخير للأمين العام الأممي ، بان كي مون ، متحيز للطرح المغربي ، قائلا إنه أصيب ب « خيبة الامل والاحباط العميقين حيال فحوى التقرير» زعيم الإنفصاليين، وفي رسالة بعثها أول أمس إلى بان كي مون ، اتهم هذا الأخير بأنه قدم صورة « غير متوازنة ومشوهة لكل من الوضع في الصحراء الغربية وكذا العوامل الحالية التي تعيق تقدم المسلسل السياسي » معتبرا أن الأممالمتحدة ليس لها رغبة في تنظيم استفتاء . وحدد عبد العزيز المراكشي أربع مجالات اعتبر أن التقرير مقصر فيها ، وهي حسب زعمه ، مأمورية المينورسو التي اعتبر أنها تتحدد في « ضمان تنظيم استفتاء حر ونزيه وإعلان نتائجه » وحقوق الانسان بالإضافة إلى المسلسل السياسي والموارد الطبيعية ، مطالبا بأن يتم تمديد مهمة بعثة المينورسو إلى الصحراء لمدة أربعة أشهر ، عوض سنة كما أوصى الأمين العام الأممي . وتكشف رسالة عبد العزيز المراكشي عن حالة الارتباك الشديد الذي يسود في صفوف قيادة الإنفصاليين ، بعد أن تأكد لمجلس الأمن ، والمنتظم الدولي بشكل عام ، أن أطروحتهم لحل النزاع المفتعل غير واقعية وغير قابلة للتحقيق ، وأن مشروع الحكم الذاتي يشكل قاعدة هذا الحل السياسي . ومن مظاهر إخفاق أطروحة البوليساريو ، أن مختلف القرارات الصادرة عن مجلس الأمن في السنوات الأخيرة ، لم تعد تتحدث عن الاستفتاء ، بعد أن تأكد له استحالة تنظيمه ، وأن تقرير المصير لا يعني أوتوماتيكيا الاستفتاء ، كما تأكد في أغلب النزاعات التي بثت فيها الأممالمتحدة . وينضاف إلى ذلك مواقف القوى الدولية النافذة ، التي عبرت في كثير من المناسبات عن دعمها للمبادرة المغربية ، مثل فرنسا ، الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية آخرها معهد البحث الأوروبي الشهير «توماس مور» الذي أكد أن ضمان أمن المنطقة واستقرارها رهين بحل أزمة الصحراء، حيث أكد أن الحل السياسي المتفاوض عليه، والمتمثل في المقترح المغربي هو وحده الكفيل بإيجاد مخرج لهذه الوضعية . وكنتيجة لهذا الارتباك ، وعدم قدرة قيادة الإنفصاليين ، التي تتحكم الجزائر في مختلف قراراتها ومواقفها ، على التفاوض بجدية وحسن نية ، تشهد مخيمات تندوف توترات شديدة ، أدت بالعديد من المحتجزين إلى تحدي كل العراقيل للعودة إلى الوطن ، حيث تمكن العشرات منهم في الأيام الأخيرة من الفرار من جحيم البوليساريو ، وقد كشف الملتحقون بأرض الوطن عن زيف ادعاءات الإنفصاليين والمعاناة التي يتكبدها المحتجزون، داعين إياهم إلى اغتنام أي فرصة للالتحاق بوطنه. ومعلوم أن مجلس الأمن سيناقش اليوم الخميس تقرير بان كي مون ، ويتوقع أن يعقد اجتماعا آخر يوم 29 أبريل الجاري لاتخاذ القرارات اللازمة بخصوص التوصيات التي تضمنها ، بما في ذلك تمديد مهمة بعثة المينورسو ، ومن المرتقب أيضا أن يستمع مجلس الأمن إلى تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي ، كريستوفر روس ، حول خلاصات الجولة التي قام بها إلى المنطقة الشهر الماضي.