انتقد أول أمسمحمد عبد العزيز المراكشي زعيم جبهة البوليساريو الانفصاليةطبيعة الدور الذي تضطلع به الأممالمتحدة في أفق حل النزاع في الصحراء ووصفه ب"العاجز" عما أسماه وقف العراقيل التي يضعها المغرب في الطريق لإنهاء المشكل وفق تصور جبهة البوليساريو، القاضي بإجراء إستفتاء تقرير المصير. وقال عبد العزيز المراكشي أول أمس، إنه أمام إستمرار الوضع على ما هو عليه طوال عقدين، منذ عام 1991 سنة إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، وفشل الأممالمتحدة في تنظيم الاستفتاء، فإنه لا مفر من التسليم بأن المنظمة الدولية عاجزة عن إجراء الاستفتاء، مضيفا أن تقرير الأمين العام، بان كي مون الأخير، بخصوص الوضع في الصحراء، ليس موضوعيًا ولا نزيهًا، بل خاطئ، كونه لم يول أية أهمية للجانب السياسي في النزاع كما تغاضى عن وضع حقوق الإنسان في الصحراء والخيرات الطبيعية، في إشارة إلى أن المغرب يستفرد باستغلالها، وفقا لأمين عام الجبهة. وابرز المراكشي، في رسالة بعثها إلى بان كي مون، أن تقريره الأخير لا يعكس الدينامية السياسية التي سبقت إجراء المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، إضافة إلى أنه أحال (التقرير) الأمر على مجلس الأمن وعلى الرأي العام الدولي، الذي يجهل حقيقة "تصلب" المغرب في مواقفه. وأشار المراكشي، إلى أن تقرير الأمين العام، يحصر دور بعثة" المينورسو " في الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، ما يعني أنه اقتنع بحجج المغرب القائلة بإستحالة تنظيم إستفتاء تقرير المصير وفق تصور جبهة البوليساريو، "كما يبدو، كي مون، غير مهتم بوضعية حقوق الإنسان في الصحراء"، وقال الزعيم الصحراوي إنه لا يمكن مساواة المغرب وجبهة البوليساريو فيما يتعلق بإحترام حقوق الإنسان، بالنظر إلى أن تقارير المنظمات الحقوقية تنتقد المغرب بهذا الخصوص. وفي تطور غير مسبوق، قال المراكشي إن جبهة البوليساريو الانفصالية، ستطلب من مجلس الأمن، خلال مداولاته المقبلة، أن يمدد أربعة اشهر فقط لبعثة "المينورسو " بينما أوصى الأمين العام في تقريره بتمديد المدة سنة أخرى. وتبنى قياديون آخرون في جبهة البوليساريو مواقف مماثلة لأمينهم العام، وربما أكثر تصلبًا حيث ذهب مندوبها في إسبانيا إلى حد التلويح باحتمال العودة إلى حمل السلاح وإستئناف الحرب ضد المغرب. إلى ذلك علقت وكالة "إيفي" الإسبانية على رسالة عبد العزيز المراكشي إلى بان كي مون، بأنها المرة الأولى التي تعبر فيها البوليساريو عن مواقف متشددة، ومنذ سنوات حيال تقارير الأممالمتحدة.