وضع تقريرالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، البوليساريو في مواجهة مباشرة مع الأممالمتحدة. مباشرة بعد تقديم الأمين العام لتقريره حول الصحراء وقلقه على مصير المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة، دبج زعيم الانفصاليين محمد عبد العزيز من تندوف رسالة إلى بان كي مون، يحتج فيها على ما يعتبره تحيز الأمين العام للطرح المغربي، وعدم التنصيص على إجراءات لإجبار المغرب على ما يعتبره عبد العزيز حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. انتقلت المواجهة من الاحتجاج، إلى إعلان البوليساريو، إعادة النظر في علاقاتها مع بعثة الأممالمتحدة «المينورسو» التي تقوم برعاية اتفاق إطلاق النار الموقع مابين المغرب والجبهة في سنة 1991.فعلى لسان محمد السالم ولد السالك مسؤول العلاقات الخارجية في البوليساريو، تم الإعلان عن هذا القرار، بمبرر أن القوة الدولية المنتشرة في الصحراء لم «تنجز مهمتها بعد عشرين سنة من إنشائها»وهي التي لا يتصورها البوليساريو إلا في شكل تقرير المصير. وأرادت «البوليساريو» لبعثة المينورسو التي تشكلت سنة 1991 وتضم 224 جنديا و276 مدنيا، أن تستبدل مهمتها في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النارالمبرم تلك السنة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بمسايرة أطروحة الانفصاليين، الداعية إلى تقرير المصير متعدد الخيارات، ومسايرة الدعاية الحقوقية. وظل خطاب مواجهة الأممالمتحدة، هو الخيط الناظم «لزعماء الإنفصاليين»، فقد جمع محمد عبد العزيز أول أمس الأحد وزراء الجبهة، وحدد إطار تعامل الجبهة مع الأممالمتحدة التي ترعى المفاوضات ما بين المغرب والبوليساريو.بالنسبة للانفصاليين، البوليساريو لن تتعامل مع الأممالمتحدة إلا في الإطار الذي يحدده ميثاق هذه المنظمة وقرارات الشرعية الدولية والإتفاقات المبرمة بين طرفي النزاع. غموض هذا الإعلان سرعان ما ينجلي، عندما يؤكد الانفصاليون على أن المقصود بذلك، «تنظيم استفتاء حر و عادل و نزيه حول تقرير مصير الشعب الصحراوي»، وهو الخيار الذي تجاوزه المجتمع الدولي في حل النزاعات الإقليمية، لصالح الحلول التفاوضية السلمية، والتي لا غالب فيها ولا مغلوب