لم تمر «العطلة البينية» الممتدة ما بين 29 مارس 2010 و4 أبريل منه كسابقاتها من العطل، وخاصة بجهة الغرب الشراردة بني حسن، إذ تجندت كثير من الأطر الإدارية والتربوية لاستقبال التلاميذ في المؤسسات التعليمية وخاصة في المناطق المتضررة من جراء الفيضانات والتقلبات الجوية، وعملت هذه الطواقم على تنظيم حصص الدعم التربوي والنفسي والاجتماعي خلال هذه العطلة البينية استجابة للمذكرتين اللتين أصدرتهما النيابتان الإقليميتان لكل من القنيطرة وسيدي قاسم،وكذا استجابة للنداء الذي أطلقه السيد عبد اللطيف اليوسفي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني حسن، يدعو فيه المجتمع بكل شرائحه من جماعات محلية، وجمعيات وهيئات للمجتمع المدني ومقاولات ومؤسسات بمختلف مستوياتها وتنظيماتها من أجل احتضان مدرسته، والالتفاف حول هذه المبادرة الإنسانية والتربوية الهادفة، وذلك من أجل تعزيز قيم التضامن النبيلة التي قدم فيها الشعب المغربي دروسا بليغة. وتجدر الإشارة إلى أن محمد الرملي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بإقليم القنيطرة كان قد عقد لقاء موسعا بقاعة البلدية صباح يوم الخميس 26 مارس 2010 مع رؤساء المؤسسات التعليمية وجمعيات الآباء والأمهات وفعاليات من المجتمع المدني، تم فيه إعطاءنظرة وإحصائيات حول عدد التلاميذ والمؤسسات التعليمية المتضررة داعيا الجميع إلى الانخراط في عملية الدعم التربوي والنفسي والاجتماعي من أجل تعويض التلاميذ عن الزمن المدرسي الضائع، حتى يتمكنوا من إتمام برامجهم الدراسية واجتياز امتحاناتهم في الوقت المحدد أسوة بزملائهم في مؤسسات أخرى. وفي هذا السياق، قام السيد محمد الرملي رفقة بعض رؤساء المصالح النيابية ووفد من مراسلي الصحف الوطنية والجهوية بجولة تفقدية لبعض المؤسسات التعليمية المتضررة بجماعة اللعبيات بإقليم سيدي سليمان، حيث وقف الوفد على الإنجاز الهام الذي عرفته فرعية الملاينة التابعة لمجموعة مدارس اللعبيات،إذ تم إصلاحها وإعادة تأهيلها بعدما كانت قد تضررت من الفيضانات السابقة، وأتت المياه على الدوار بكامله فلم تسلم منها حتى القبور. كما تم توزيع المحافظ بلوازمها المدرسية على تلاميذ المنطقة والذين يبلغ عددهم 209 تلميذ وتلميذة، وقد تكفلت النيابة الإقليمية بهذا الإصلاح وكذا بإطعام التلاميذ ومدهم بالكتب المدرسية والأدوات. من جهة أخرى احتضنت الثانوية التأهيلية محمد الخامس بالقنيطرة حوالي (320) تلميذ وتلميذة من إعدادية الوحدة بجماعة المكرن، حيث تجند مدير المؤسسة والطاقم الإداري والتربوي لهذه الإعدادية طيلة أسبوع بكامله من يوم السبت 28 مارس إلى 4 أبريل الجاري لتنظيم وتقديم الدعم التربوي والنفسي لهؤلاء التلاميذ وتعويضهم عن الزمن المدرسي الذي ضاع منهم خلال فترة الفيضانات، كما تخللت هذا الأسبوع من الدعم التربوي، أنشطة فنية وترفيهية قامت بها بعض المؤسسات التعليمية وفعاليات من المجتمع المدني تضامنا مع هؤلاء التلاميذ. وفي هذا السياق، قدم تلامذة الثانوية الإعدادية أم البنين فقرات غنائية ومسرحيات وسكيتشات هزلية، كان لها صدى طيب في نفوس التلاميذ ومؤطريهم، كما عمل اتحاد العمل النسائي بالقنيطرة الذي تترأسه الأستاذة نزهة العلوي على تقديم أفلام تربوية استفاد منها هؤلاء التلاميذ وتجاوبوا مع مضامينها إضافة إلى مساعدات مادية/عينية تتمثل في مواد وألبسة قيمة، كما قدم مجموعة من الأطباء الخواص مساعدات قيمة تمثلت في تقديم فحوصات مجانية للتلاميذ أسفرت عن ضبط 91 حالة مرض من ضمن 320 تلميذ وتلميذة خضعوا للفحص الطبي، تكفل بعض الاطباء بشراء الدواء وأداء الفاتورات التي بلغت تكلفتها ما يناهز 30000 درهم. وقد لقيت هذه التعبئة التربوية والاجتماعية صدى طيبا لدى مكونات المجتمع المدرسي، حيث نوه كثير من الآباء والأمهات وممثلي النقابات التعليمية بهذه التعبئة وبالأطر الإدارية والتربوية سواء العاملة بإعدادية الوحدة المتضررة من الفيضانات أو التي قدمت مساعدات وضحت من أجل تعويض التلاميذ والتنفيس عنهم، بما يؤمن لهم سنة دراسية مكتملة في برامجها ومقرراتها الدراسية، وبما يعيد للمدرسة حياتها الطبيعية ودورها الحيوي في التحصيل والمعرفة.