تعليقاً على جولة كريستوفر روس للمنطقة، أوضح محمد اليازغي وزير الدولة في حوار مع »الاتحاد الاشتراكي« أن روس، ومنذ تعيينه في هذه المهمة، اختار مسطرة جديدة مختلفة عن تلك التي نهجها سلفه فالسوم، وتتمثل هذه الطريقة الجديدة في دعوة الأطراف إلى اجتماعات غير رسمية تكمن أهميتها في أن كل طرف يعبر عن وجهة نظره بكل صراحة، دون أن يلزمه ذلك في شيء، وهي طريقة تفتح الباب أمام كل الأطراف، وخاصة الجزائر، لتوضيح موقفها والتعبير عن رؤيتها للمستقبل، وخاصة فيما يتعلق بمعالجة ملف اللاجئين الصحراويين المتواجدين في مخيمات تندوف والحمادة... لكن للأسف، يقول اليازغي، لم تتحمل حتى الآن الجزائر مسؤوليتها في هذا الباب، سواء فيما يتعلق بإحصاء هؤلاء اللاجئين أو طرح السؤال عليهم هل يريدون الرجوع إلى وطنهم أو الذهاب إلى مكان آخر داخل أو خارج الجزائر في انتظار الحل السياسي... ومسؤولية المنتظم الدولي والمفوضية العليا للاجئين تكمن أساسا في ضرورة إحصائهم لأن من ليس محصياً لا وجود له، وبالتالي يمكن اغتياله. وقد استمع روس في الرباط يقول اليازغي إلى وجهة نظر المغرب المتمثلة في اعتبار مشروع الحكم الذاتي هو المقترح المطروح ولا مجال للعودة الى منطق المقاربات السابقة من استفتاء وغيره. وعمليا، فالمنتظم الدولي هو الذي تخلى عن مخطط ديكويلار واختار الحل السياسي المتفاوض عليه، وقد استجاب المغرب لقرار مجلس الأمن وطرح مشروع الحكم الذاتي كأرضية للمفاوضات في إطار السيادة المغربية... وأوضح اليازغي أن الحكم الذاتي المطروح لحل مشكل الصحراء، وإن كان لم يقرر فيه بعد على المستوى الدولي، فالمغرب لن ينتظر إلى ما لا نهاية، وبالتالي قرر المغرب، الدخول في مرحلة تطبيق الجهوية الموسعة على كافة التراب المغربي وهو مشروع يندرج في إطار تعزيز الديمقراطية في البلاد... ومعلوم أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة المكلف بملف النزاع في الصحراء أكد عقب لقائه مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بنواكشوط، في إطار جولته بالمنطقة، أنه »مازال مقتنعا أنه مع حسن نية الجميع، سوف نتوصل الى تسوية هذه المشكلة قريباً«، موضحاً في نفس الوقت، أن المفاوضات التي ستفتح الطريق أمام حل سياسي مقبول من الطرفين توجد حالياً في طريق مسدود، مشيراً إلى أنه دعا الجميع إلى التفكير من أجل إيجاد أفضل طريقة للخروج من الأزمة الحالية. وأشار روس أن جميع الأطراف مدعوة من طرف مجلس الأمن الى التعاون كلياً مع الأممالمتحدة ومع بعضها البعض من أجل الخروج من المأزق الحالي. روس وبعد زيارته للمغرب ومخيمات تندوف ونواكشوط، وصل مساء أول أمس الاثنين الى الجزائر التي أكد أنها بلد »مهم جداً في البحث عن حل« لهذا النزاع. وهذه ثالث جولة يقوم بها كريستوفر روس للمنطقة منذ أن تسلم مهامه. كما أن هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي كانت أطراف النزاع قد افترقت في فبراير الماضي بعد اجتماع غير رسمي، دعا إليه كريستوفر، استغرق يومين دون أن يتحقق أي تقدم لتجاوز الخلافات...