في سنة 1966 أقدم مجموعة من الشباب لا يتجاوزون العقد الثالث على إصدار مجلة «أنفاس» باللغة الفرنسية أولا، احتضانا «للأدب المغاربي وقضايا الثقافة الوطنية». وقد التفت حول هذا الإصدار حساسيات متنوعة من الفنانين والمفكرين والتشكيليين والشعراء المغاربة. هذه كانت الميزة الأولى، أما الثانية فهي انفتاح المجلة على الانشغالات الثقافية المغاربية والإفريقية والعالمية. وبالفعل فقد صدر العدد الأول بغلاف محمد المليحي ورسومات فريد بلكاهية، ومساهمات عبد اللطيف اللعبي (مديرالمجلة)، محمد خير الدين، مصطفى النيسابوري ، حميد الهواضري،.. وتعزز العدد الثاني بإسهام أحمد البوعناني وعبد الكبير الخطيبي، إضافة إلى ملف حول السينما المغربية بعنوان « من أجل سينما وطنية «. أما العدد الثالث فقد تميز، بالإضافة إلى الإبداعات، بكتابة البوعناني عن «الشعر الشعبي المغربي» والخطيبي عن «الرواية المغاربية والثقافة الوطنية»، وكتب عبدالله الستوكي مقالا بعنوان «إلى أين يسير المسرح بالمغرب؟». وفي زاوية «مواقف» يكتب الخطيبي عن إدريس الشرايبي إثر ما أثارته روايته الأولى « الماضي البسيط» من انتقادات واحتجاجات كانت محكومة بسياق مغرب سنة 1954، تاريخ إصدار هذه الرواية. ومن ثم تواصل الإصدار إلى غاية سنة 1972 حين تم توقيف المجلة واعتقال مديرها ضمن حركة الاعتقالات التي طالت منظمات اليسار آنذاك. غابت « أنفاس»، إذن، بعد صدور اثنين وعشرين عددا بالفرنسية وثمانية بالعربية كانت تنويعا في المسار الإبداعي المغربي، وتفاعلا عميقا مع الشرط الثقافي لمغرب الستينيات والسبعينيات، الحقبة التي كان فيها المثقفون المغاربة يخوضون معركة التأسيس لثقافتنا الوطنية في إطار النضال العام لقوى اليسار المغربي بمختلف تشكلاتها. وهي المعركة التي كان يعبر عنها ثقافيا عن طريق «أنفاس» والمجلات الثقافية الأخرى: «آفاق» اتحاد كتاب المغرب بالإدارة الأولى لمحمد عزيز الحبابي (ابتداء من سنة 1961)، «أقلام» بإدارة عبد الرحمان بنعمرو، أحمد السطاتي، وإبراهيم بوعلو(1964-2001) .. هي مرحلة أساسية في المسار الثقافي لبلادنا، وجزء من ذاكرتنا المشتركة التي أسست، بشكل أو بآخر، لمغرب اليوم بإشراقاته وانكساراته وانتقالاته الصعبة . وإنني إذ أستحضر، اليوم، بعض عناوين تلك المرحلة فلأوجه التحايا لصناعها الثقافيين، ولأعبر عن ابتهاجي بالخطوة التي رافقت تكريم اللعبي بالرباط مؤخرا، والتي تمثلت في توقيع اتفاقية بين مؤسس «أنفاس « والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية من أجل رقمنة كل أعداد المجلة، مثلما تم ذلك من قبل مع مجلة «لاماليف». وهو المشروع الذي تتبناه المكتبة الوطنية لرقمنة الكثير من وجوه وحقول ثقافتنا المغربية. الحاجة إلى الذاكرة ليست خطابا نوستالجيا فقط، بل هي كذلك اعتراف بالذكاء والجرأة وبروح الشباب التي خلقت مثل هذه الأفكار الجميلة، وتأكيد على حاجتنا اليوم إلى هاته الروح للاهتداء إلى مثل تلك الأفكار. الفيلم يحكي قصة أمير نور الدين، طالب فاشل وفتى مدلل من أمه وإخوته البنات، يتكرر رسوبه أكثر من مرة في الأكاديمية البحرية التي يتولى إدارتها جاره الهلباوي، يعيش أمير قصة حب من طرف واحد مع جارته سلوى ابنة الهلباوي والتي لا تشعر به مطلقا فيقوم بالاستعانة بزميله في الأكاديمية نزار والذي ينسج شباكه حول سلوى ويطلبها هو للزواج فتكون صدمة كبيرة لأمير الذي يقرر السفر بسفينة «أمير البحار» التي يملكها والده بعيدا عن أجواء زفاف سلوى ونزار فتلحق به عائلته وسلوى بعد أن اكتشفت حقيقة نزار الذي استغل سذاجتها فيبحر الجميع بعيدا عن الشاطىء فينفد وقود السفينة ويهامجها القراصنة. وتتوالى الأحداث بطريقة جد هزلية. ويجسد أدوار الفيلم، بالإضافة إلى هنيدي، كل من ياسر جلال شيرين، وعادل لطفي لبيب، وهناءالشوربجي، وأبوعوف حسام داغر، ومحمد فاروق، وضياء المرغيني، وحسن عبدالفتاح... وقد حقق الفيلم منذ خروجه إلى القاعات السينمائية في مصر إيرادات فاجأت الممتتعين للفن السابع بهذا البلد، تجازوت في الأسابيع الأولى ما يعادل 3 مليارات من السنتيمات. ويرى مجموعة من المتتبعين أن النجاح الذي حققه الفيلم في مصر لايمكن له أن يتكرر هنا في المغرب على اعتبار أن الجمهور المغربي سبق له أن شاهد الفيلم من خلال الأقراص المقرصنة مند اليوم الأول لخروجه إلى القاعات السينمائية المصرية، وبالتالي قد يحد هذا من نسبة الإقبال عليه. محمد العلوي، مدير شركة يونس للتوزيع والاستغلال السينمائي والتي توزع الفيلم بالمغرب قلل من أهمية الأمر معتبرا أن عددا جد محدود من المغاربة قد يكونوا شاهدوه ولكن في نسخ رديئة لايتم الاستمتاع بالمشاهد الهزلية وجودة الصورة والصوت وبالتالي اعتبر أن الفيلم سيحقق نتائج جيدة من خلال عرضه في القاعات السينمائية. الفيلم بالرغم من النجاح الذي حققه باعتباره حلقة من بين حلقات الأفلام الكوميدية المتسلسلة للفنان محمد هنيدي إلا أنه تعرض لانتقادات خاصة بعد التصريحات الصحفية التي كان الكاتب يوسف معاطي والنجم الكوميدي محمد هنيدي يدليان بها وهما يقدمان الفيلم على أنه قفزة نوعية في السينما المصرية في معالجة قضية القراصنة واختطاف السفن معتبرين أنها قضية هامة وجديدة على السينما المصرية. إلا أن النقاد اعتبروا أن حشر قضية القرصنة والاختطاف والفدية ليبدو الفيلم وكأنه يناقش قضية مهمة لم يتم التوفق فيها. فيلم أمير البحار يعد التعاون الثاني بين محمد هنيدى ويوسف معاطى بعد نجاح تجربتهما السابقة «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة». ويمثل الفيلم عودة هنيدى للتعاون مع الشركة العربية بعد أن قدم فيلمه السابق مع شركة جودنيوز.