من بين جديد المعرض الدولي للكتاب الذي ينعقد في الدارالبيضاء تحت شعار "العلم بالقراءة أعز ما يطلب"، ظهور مجلتين جديدتين باللغتين العربية والفرنسية تعنى الأولى بالكتاب فيما تعنى الثانية بالإبداع. ويتعلق الأمر بالمجلتين الفصليتين "عن الكتب" التي تسعى لأن تكون متميزة في الاهتمام بهذا النوع من المواضيع، ويرأس تحريرها الكاتب والصحافي عبد اللطيف البازي، و"ماكازين ليتيرير دو ماروك" للكاتب والباحث عبد السلام الشدادي. وفي حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، قال عبد اللطيف البازي إن مجلة "عن الكتب" تسعى إلى مصاحبة الإصدارات المغربية الجديدة بجميع لغاتها، وتطمح إلى أن تصبح مرجعا يلجأ إليه القارئ للتعرف على كتاب ما والاستئناس بآراء محرري المجلة حوله. وأضاف أن قرار إصدار المجلة حاليا يهدف إلى جعل النقاش الدائر الآن حول أزمة القراءة وأزمة الكتاب أقل حدة، وتحفيز جميع القراء المحتملين من شباب وطلبة وغيرهم للتصالح مع الكتاب ومع القراءة، ذلك أن المشرفين على المجلة يعتبرون أن جدوى القراءة ما تزال موجودة. وقال "إننا نعتبر المجلة تنتصر للقراءة لأننا موجودون في زمن يعرف تحولات تكنولوجية مذهلة تجعل القراءة محتاجة إلى سند، فالقراءة عملية معقدة تتدخل فيها عدة حلقات وهيئات"، مضيفا قوله "ونحن كقراء نتلذذ بالقراءة نعتبر أنفسنا حلقة من تلك الحلقات، ونعتبر القراءة أساسية في تكوين الشخصية المتوازنة والمتفتحة والفضولية، إذ لا يوجد شيء يربي لدى الشخص الفضول المعرفي مثل القراءة". وأوضح أن المجلة تعنى بالكتاب المغربي بجميع لغاته، لكنها لا "تتحدث "إلا عن الكتب التي نعتبر أنها تستحق وينبغي أن تصل إلى القارئ المغربي وسنحرص على التعريف بها، مثلا، وبمناسبة المعرض الذي يحتفي بالمغاربة في العالم، فإننا أيضا، ومتى ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، سنحتفي ليس فقط بالإبداع المغربي في العالم، بل بجميع تعبيرات المغاربة في العالم، فضلا عن الكتاب الأمازيغي، الذي لم نتمكن من إدراجه في العدد الأول". وحول أبواب المجلة، أوضح البازي أنها خصصت ملفا للمفكر والأديب الراحل عبد الكبير الخطيبي وأجرت حوارات مع محمد برادة وياسين عدنان ونجاة الهاشمي، وخصصت بابا بعنوان "ما الحب إلا للكتاب الأول"، وآخر بعنوان "انفراد مؤقت" تنشر فيه فصول من الكتب التي توجد قيد الطبع، ونشر في هذا العدد فصل من السيرة الذاتية للشاعر محمد الميموني. وقال البازي إنه استقى فكرة غلاف المجلة الأخير، الذي كتب عليه "ساهم في هذا العدد حسب ترتيب الظهور" من جنيريك الأفلام السينمائية، مشيرا إلى أن المجلة ستحاول، في الأعداد القادمة، الاهتمام بكتب تهتم بالسينما والتشكيل وبالفكر وغير ذلك إلى جانب الاهتمام بالمواد الأدبية. ومن جهته، اعتبر الباحث عبد السلام الشدادي مدير تحرير المجلة الأدبية "ماكازين ليتيرير دو ماروك"، في تصريح مماثل، أنه تعمد التنصيص في عنوان المجلة على كونها مجلة أدبية تهتم بالأدب، بالنظر إلى استحالة عيش مجتمع دون اهتمام قوي بالأدب. وأضاف أن المجلة تهتم بالأدب على الصعيد العالمي، وهو انفتاح كبير على التراث الأدبي في المغرب والخارج. وقال إن المجلات الأدبية باللغة الفرنسية التي ظهرت، في العشر سنوات الأخيرة على وجه الخصوص، مجلات أكاديمية، ولا تتوجه للجمهور الواسع، بعكس مجلة "ماكازين ليتيرير دو ماروك" التي ستتوجه للجميع. وبخصوص احتمال محدودية تداول المجلة على اعتبار صدورها بالفرنسية، قال إن فريق المجلة يفكر في إصدار نسخة لها باللغة العربية، ستشارك شقيقتها في بعض المواضيع، مع تخصيص مقالات خاصة للنسخة العربية اعتبارا لاختلاف الشريحتين اللتين تتوجه لهما المجلة. وأضاف أن المجلة، بالنظر إلى وعيها بأهمية القراءة، تشمل جانبا يهتم بالكتاب، بمعنى أنها ترصد الإصدارات في مجال الأدب، مقدمة تعليقات وتحاليل على ما صدر، كما أن المجلة الحالية تنشر إبداعات أدبية قصيرة فضلا عن كتب في طور التأليف تنشرها على حلقات. واستخلص عبد السلام الشدادي أن القراء المغاربة يهتمون بالأدب من كون 3500 نسخة بيعت من أصل 5000 تم سحبها بالرغم من كونها مجلة أدبية حديثة الصدور باللغة الفرنسية.