«المجلة المغربية للأدب»، هذا هو العنوان الذي اختاره الدكتور عبد السلام الشدادي للمجلة التي احتفل بمعية حضور متنوع من الأدباء والمثقفين المغاربة وأدباء أجانب يقيمون بالمغرب، بميلادها منذ يومين بالرباط. وستكون هذه المجلة (108 صفحة) باب مفتوحا في وجه الأدب المغربي والمغاربي والدولي وستهتم كذلك بباقي الفنون الأخرى. وأكد عبد السلام الشدادي صاحب هذه المبادرة، بالمكتبة الوطنية بالرباط،، على أنه لا يملك هذه المجلة لوحده شخصيا كمشروع ثقافي، بل هي ملك لهيئة التحرير بكاملها. والمالك الحقيقي لها أولا وقبل وكل شيء هم القراء الذين نراهن على دعمهم ومساندتهم واحتضانهم لهذا المشروع الثقافي الذي نسعى أن يكون إمكانية للقاء الكتاب المغاربة. مضيفا في السياق ذاته على أن إصدار هذه المجلة باللغة الفرنسية يتوخى هدفين رئيسيين، الأول يتمثل في الإخبار، إخبار القارئ بكل ما يتعلق بالأدب سواء في المغرب، المغرب العربي والعالم بأسره، والهدف الثاني إعطاء فرصة للقراءة، حيث سنقوم بتقديم الإبداع الأدبي وشخصياته المغربية والأمازيغية والعربية والدولية، والتعريف بالتيارات المختلفة في الأدب على الصعيد العالمي. وما ميز هذا اللقاء الثقافي الهام حضور عمدة الرباط فتح الله ولعلو، الذي ألقى كلمة بالمناسبة، اعتبر فيها أن هذا اليوم بمثابة فرصة للقاء مجددا بالعديد من الوجوه المغربية التي تعكس الابتكار والإبداع والإشعاع الثقافي ببلادنا. وأوضح ولعلو على أن ميلاد مجلة كمشروع ثقافي كميلاد طفل، نبتهج لهذا الميلاد وفي نفس الوقت نلتزم لمصاحبة هذا الميلاد، التزام المثقفين والمهتمين و المؤطرين لكل المشاريع الثقافية بالعاصمة. وشدد على أن الثقافة في عالم اليوم المعولم تعد وسيلة لحماية الذات ووسيلة لإشعاع الخصوصية وفي نفس الوقت تعتبر أداة للاستثمار والتطور، لأن البلدان التي عرفت تطورا مهما هي التي ساعدت على تطور ثقافتها. ولم تفته الفرصة بالتأكيد كمنتخب على أنه متفائل بمستقبل الثقافة بالعاصمة، لأنها لها الكثير من المؤهلات المتمثلة في المكتبة الوطنية والمتاحف الوطنية التي يجري بنائها والجامعات والفعاليات الثقافية المستقرة بالرباط، لذلك دعا فتح الله ولعلو الكتاب المغاربة والجامعات والجمعيات الثقافية وكل المهتمين بالشأن الثقافي، للعمل سويا من أجل صياغة مشروع ثقافي للعاصمة ولخدمة الفكر والثقافة ببلادنا. وفي الأخير سجل فتح الله ولعلو، على أن الاحتفال بميلاد «المجلة المغربية للأدب»، يتزامن مع حدث هام لابد من تسجيله باعتزاز وفخر ألا وهو فوز الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي بجائزة «غونكور للشعر»، فبهذه المناسبة قال ولعلو «لا يسعنا إلا أن ننوه بهذا الشاعر المغربي الذي أبدع وابتكر وأنتج، وأعجبت كثيرا حين كتب اللعبي يوما، على أن الكتابة اقتراح، وأنا بدوري أشاطره هذا الرأي، بالفعل الكتابة اقتراح للحرية، حرية القارئ للتأويل والنقد والانتقاد، واقتراح للتطور». نشير إلى أن عبد السلام الشدادي، مدير «المجلة المغربية للأدب»، يعتبر من الباحثين المغاربة القلائل الذين نذروا حياتهم للدراسة والتحليل والترجمة، إذ تعد ترجمته لمقدمة ابن خلدون في سلسلة «لابليياد» الشهيرة، التي تصدر عن «دار غاليمار»، انجازاً استثنائياً في الدراسات الخلدونية. كما سبق له أن أصدر طبعة نقدية باللغة العربية، هي الأولى من نوعها في العالم العربي بواسطة دار نشر أسسها لهذا الغرض بالذات، لأن طبعته اعتمدت على أربعين مخطوطة أنجزها ابن خلدون بنفسه أو ناسخوه. كما أن هذه الطبعة العلمية تضم النسخة الأولى، وكل التعديلات التي أدخلها ابن خلدون على مدى 25 سنة. نشر عبد السلام الشدادي عدة كتب قيمة نذكر منها «ابن خلدون مجددا» عن «دار توبقال»، ترجمة «كتاب العبر» إلى الفرنسية الذي صدر عن «دار غاليمار»، مقدمة ابن خلدون في طبعة نقدية عن بيت الفنون والعلوم والآداب التي أسسها الباحث لنشر فكر ابن خلدون، «راهنية ابن خلدون» عن نفس الدار و«ابن خلدون الإنسان ومنظر الحضارة» عن «غاليمار».