بعد توالي السلوكات والمواقف السلبية للعديد من السياسيين الفرنسيين تجاه الهجرة وأبنائها قرر عدد كبير من المواطنيين تشكيل تجمع بين عدد من الجمعيات وتأسيس جمعية هدفها تحقيق يوم بدون مهاجر بفرنسا وتحسيس الفرنسيين وخاصة المسؤولين السياسيين بالدور الحيوي الذي يقوم به هؤلاء في الاقتصاد الفرنسي. هذا التجمع الذي تمكن الى حدود يوم السبت الماضي من تجميع 54 ألف عضو على الشبكة الاجتماعية لفايس بوك. ويشرح أصحاب هذه المبادرة ان أسبابها جاءت نتيجة التجريح المستمر الذي يتعرض له المهاحرون وأبنائهم ويتم الصاق جميع مشاكل فرنسا بهم . كما أصبح يشار اليهم كتهديد للهوية الفرنسية وللقيم الجمهورية وانهم يستفيدون دون مساهمة في إنتاج الثروة المادية، والثقافية والإنسانية بفرنسا. هذه المعاملة غير المقبولة حسب هذا التجمع « تجرح المهاجرين وتمس بكرامتهم وتسيء الى صورة فرنسا في العالم وتؤدي الى الثوثر بين المواطنين في بلدنا وتسيء الى ثقافة العيش المشترك. وقد قررنا ان نقول لا لهذا الاستغلال السيء للهجرة وان نبين دور ومساهمة الهجرة في الاقتصاد الوطني » هذا التجمع تم تأسيسه في شهر شتنبر الاخير بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتوفوه في احد التجمعات المنظمة للحزب الحاكم «اتحاد حركة شعبية.» في حق احد مناضلي الحزب من أصل مغاربي .و«هو ما وحد مبادرتنا التي ليس لأغلب أعضائها اية تجربة سياسية او جمعوية.» هذه التصريحات التي هي استمرارية سيئة لتصريحات اخرى في نفس الاتجاه قام بها مانييل فالس وجورج فريش( هما من قادة الحزب الاشتراكي) . تصريحات الاحتقار والإساءة هذه التي قام بها اعضاء اخرون مثل نادين مورانو من الحزب الحاكم وبريس اورتوفوه التي تعكس الاستعمال السئ للهجرة من أجل تقسيم الفرنسيين. « هذه التصريحات التي تسئ الى قيم الجمهورية الفرنسيىة والى صورة فرنسا والتي نعمل على ادانتها ونريد ان نبين ان الهجرة من خلال ماضيها وحاضرها ومستقبلها تمثل اغناء لفرنسا على الصعيد الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي والثقافي.» هكذا قر المهاجرون وابناؤهم عدم المشاركة في حياة المدينة لمدة 24 يوم فاتح مارس 2010 في اهم المدن الفرنسية. وبهذه المناسبة تم بمدن باريس، رانس، اميان، مارسيليا ، ستراسبورغ ، ليل وبوردو بالاضافة الى العديد من المدن الفرنسية وقفات او ندوات بهذه المناسبة. وكات نادية المركبي ،الصحافية الفرنسية من أصول مغربية، استلهمت فكرة تنظيم يوم بدون مهاجرين بفرنسا من المهاجرين ذوي الأصول الاسبانية في الولاياتالمتحدةالامريكية الذين قرروا في الفاتح من ماي سنة 2006 مقاطعة الاقتصاد الامريكي، وإبراز أهمية المهاجر في النسيج الاقتصادي والاجتماعي. مقاطعة وازتها مسيرة شارك فيها مليونا مهاجر جابوا شوارع لوس انجلس. ولتجسيد هذه الفكرة تم انشاء مدونة وموقع إلكترونيا، وتوجيه دعوة على موقع ال»فيسبوك« لتطلق مشروعها القاضي بمقاطعة فرنسا ليوم واحد. كما أحدثت عشر لجن محلية في عدد من المدن الفرنسية للتهييئ لهذا التوقف عن الزمن الاقتصادي وحظيت بمساندة فعاليات سياسية وثقافية وجمعوية. قرار هذه الشابة البالغة من العمر حوالي 35 سنة الانتفاضة ضد هذا الوضع، الذي حددت له الفاتح من مارس 2010 لتنفيذه، تزامنا مع الذكرى الخامسة لدخول فصول «قانون دخول وإقامة الاجانب وحق اللجوء» حيز التنفيذ.