بجوار مقبرة سيدي الخدير (المنسية) على مستوى شارع سعد الخير المؤدي إلى طريق أزمور «نبتت» تلال من الأتربة والنفايات المختلفة، باتت وجهة لقطيع من الأغنام، الماعز والأبقار، التي وجدت في هذا المطرح (إن صح التعبير) مكانا مفضلا للرعي، بينما رائحة مخلفاته التي تزكم الأنوف، يعاني من تبعاتها سكان الحي في صمت.. تزداد معاناتهم مع تساقط الأمطار، إذ تُصبح إمكانية المرور إلى الدور السكنية أمرا صعبا بسبب البرك المائية والوحل الذي يحيط بالمنطقة. وعلى ذكر الأبقار التي تؤثث فضاء «المطرح» فإن المواطن أضحى يتقاسم معها المسكن والشارع، وفضاءات أخرى، حيث أضحت، ما تسمى تجاوزا الطريق ، تغص بالأغنام والحمير التي تفرض «قانونها الخاص» متسببة في شل حركة السير في الكثير من الأحيان، وكيفما كان الحال، يقول بعض أبناء المنطقة ، فهي ليست أكثر إزعاجا من الكراول التي لاتزال حاضرة بزنقة سيدي الخدير، رغم الحملات الأمنية المسجلة في هذا الجانب. بعض المتضررين من الساكنة، أوضحوا للجريدة، مدى معاناتهم مع «تلال الأزبال» هذه، والتي تشكل خطرا على صحة أطفالهم، محملين الجهة المكلفة بقطاع النظافة مسؤولية ذلك، حيث أشارت بعض الأمهات إلى ظهور بعض الأمراض الجلدية على أطفالهم ، مع التساؤل ما إذا كانت لذلك علاقة بالنفايات المتراكمة على مستوى جنبات الحي، علاوة على البرك المائية التي غالبا ما يتخذها الأطفال فضاء للعب! وفي السياق ذاته ، أشار أحد الجمعويين، إلى أن غياب الوعي لدى المواطن بأهمية المحافظة على بيئة الحي، يبقى واحدا من العوامل المساهمة في تدني النظافة، موضحا أن بعض الأشخاص حولوا صناديق القمامة بالحي، رغم قلتها ، إلى «وعاء لعلف» البهائم المنتشرة بالمنطقة، في سلوك ينم عن غياب الإحساس بأهمية الحفاظ على الجانب البيئي في الحياة اليومية ، تنضاف إلى ذلك سلوكات تفتقد للحد الأدنى من السلوك المدني، مما يسقط الحي في «بدونة» ذات تداعيات سلبية تضرب كل مجهودات التنمية!