مقبرة «سيدي عبد الجليل» بليساسفة واحدة من بين عشرات المقابر التي طالها النسيان على صعيد العاصمة الاقتصادية، حيث لم تحظ بنصيبها ضمن اهتمامات المسؤولين والجهات المعنية، وهي الوضعية ذاتها التي تعرفها مقبرة «الشلح» و «سيدي الخدير» بمقاطعة الحي الحسني، دون أدنى مراعاة لما تستوجبه حرمة المقابر! بجانب الطريق المتفرع عبر شارع المحيط الأطلسي في اتجاه حي الزوبير ، دائرة ليساسفة، تتواجد مقبرة سيدي عبد الجليل بجوار دوار الواسطي وحي الليمون، منذ أزيد من ثلاثة عقود من الزمن، وفق مصادر من عين المكان، حيث كانت تستقبل موتى المسلمين بكل من حي المعاريف وبوسيجور، الوازيس، الحي الحسني، دوار رحال (السلام حاليا)، قبل أن تتوقف بها مراسم الدفن في أواسط الثمانينيات ، لتظل بعيدة عن اهتمامات الجهات المعنية، مما جعلها تتحول إلى «مراعي» للأغنام والأبقار وغيرها... بناء سور واق يحول دون استمرار الحالة «المتردية» التي تتواجد عليها المقبرة، أصبح أمراً ضرورياً اليوم، وهو ما نبهت إليه بعض جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة تفاديا لاستغلالها في رمي النفايات ومخلفات البناء والعبث بقبورها، كما يحصل بمقبرة «سيدي الخدير»، وحتى لا تمتد لها بعض أيادي المشعوذين، هذه الظاهرة التي كثر الحديث عنها مؤخراً ، خاصة بمجموعة من المقابر غير المحروسة، والتي تتعرض لهجمات بعض الأشخاص المشبوهين. تقول [مي المعاشية] تقطن بجوار المقبرة «سيكون من الأفضل لفت الانتباه الى الأوضاع التي أضحت تتخبط فيها المقبرة ووضع حد لانتهاك حرمتها» . هذا وتحدثت بعض المصادر عن إدراج مقبرة «سيدي عبد الجليل» ضمن أحد مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يهدف الى إعادة الاعتبار لها والعمل على حماية حرمتها! إلا أن سكان دوار الواسطي ومعهم ساكنة حي الليمون والمناطق المجاورة، لا يزالون ينتظرون أن يخرج هذا المشروع إلى حيز الوجود، من أجل قطع الطريق على بعض المنحرفين الذين يستغلون المكان لتنفيذ «مخططاتهم اللصوصية»!