تطالب شغيلة التعليم بإقليمافران منذ التسعينيات بإعادة النظر في تصنيف الإقليم، وبتأطير من النقابة الوطنية للتعليم، خاضت إضرابات ووقفات احتجاجية على كل الأصعدة، وبعد لقاء 8/11/1999 للمكتب النقابي بوزير الوظيفة العمومية والذي رتبت له آنذاك، الأستاذة البرلمانية الاتحادية فاطمة السويسي، اتضح جليا للمسؤولين النقابيين ،أن تصنيف الإقليم يدخل ضمن ظهير 1972 لايمكن تحقيقه.وبذلك ،كان من الضروري البحث عن صيغة أخرى ،واستراتيجية جديدة للتخفيف من معاناة الشغيلة، ألا وهي المطالبة بالتعويض عن التدفئة، دعامتها ، هي أن قطاعات بالإقليم تستفيد منه.وللإضافة أن النقابة الوطنية للتعليم فدش، كانت الوحيدة التي تخوض هذه النضالات، بل وجهت نداء إلى القطاعات الأخرى لتحقيقه.وقد استطاعت النقابة قطع أشواط هامة بعقد سلسلة لقاءات مركزية ،محلية بعمالة الإقليم والنيابة، وأكاديمية .والكل أكد أحقية المطلب.في هذه الأجواء بالضبط تحركت نقابات أخرى، في إطار تنسيقية اتحادات محلية (ا.ع.ش-ا,م,ش-كدش-ا,و,ش) ، تطالب بإعادة تصنيف الإقليم من 1 الى3 وتخصيص تعويض قار، بتنظيم برنامجها النضالي.والملاحظ أن الاحتجاجات الإقليمية التي كان يخوضها كل طرف على حدة خلقت نوعا من البلبلة لدى الرأي العام أثرت على التراكمات التي تم تحقيقها .وهو ما جعل الجهات المسؤولة المحلية كمتفرج.ومن هنا ،فإن المتتبع والملم بهذين الملفين المطلبين:إعادة التصنيف والتعويض والاحتجاجات التي عمرت منذ سنين ولا تزال مستمرة، يؤكد على أن الوضعية تحتاج إلى تقييم جاد ومسؤول مجرد من الذاتية، لطرح سؤال أساسي:ماذا حققت النقابة الوطنية للتعليم فدش من جهة وتنسيقية الاتحادات المحلية من جهة ثانية خلال مسيرتهما ؟ فحسب العارفين، إن قوة التنسيقية يتجلى في توحيد نقابات حول ملف تصنيف الإقليم إلا أن ضعفها هو مطلبها ,لأنه رهين بظهير 1972 المنظم لتقسيم التراب الوطني إلى ثلاث مناطق(10 /15/ 25 )، أضف إلى هذا إن المغرب اليوم ينحو نحو التقسيم الجهوي برؤية جديدة. هذا من جهة أما من أخرى ، فالاتحادات هذه، لم تستطيع تحديد محاور، والذي يؤكد ذلك ، هو تنظيم وقفات احتجاجية بساحة مسجد ، وبذلك ، فإن التنسيقية ظلت في نقطة انطلاقها، ولم تحاول البحث عن منهجية جديدة لتحريك ملفها، علما بأنها تضم قطاعات غير منسجمة:الجماعات بنظام خاص ، التجهيز يستفيد من تعويضات معينة، اللهم الصحة والتعليم المتقاربين .بالمقابل فالنقابة الوطنية للتعليم ، منذ أن كانت منضوية تحت لواء كدش إلى أن أصبحت عضوا مؤسسا لفدش، لا احد يمكن أن ينفي دينامية نضالاتها التي خاضتها للانتقال من المطالبة بتصنيف الإقليم إلى المطالبة بالتعويض عن التدفئة أسوة بقطاعات أخرى بالإقليم ، وديناميتها هذه لم تنطلق من فراغ، بل من دراسة دقيقة، وهو ما اعترف به الجميع، توجته بمناسبة انعقاد المجلس الإداري لأكاديمية جهة مكناس تافيلالت خلال دورته الثامنة يوم 11/12/2009 بمدينة افران ، حيث كانت تنوي تنظيم وقفة احتجاجية امام مقر الاجتماع، إلا أن عامل إقليمافران رتب لقاء لممثلي النقابة الوطنية للتعليم فدش مع كاتبة الدولة للتربية الوطنية ، حيث ثم تسليمها ملفهم المطلبي ، و التزمت بإيجاد حل لمطلب التعويض عن التدفئة .ومن هنا على الفرقاء الاجتماعيين في القطاع دعم هذا الملف لأنه أولا وأخيرا هو مكسب لشغيلة قطاع التعليم.