صدر ضمن منشورات «فضاءات مستقبيلة»، كتاب نقدي للشاعر المغربي الكبير محمد بنطلحة، هو جزء من مجهود بحث جامعي، تحت عنوان «قضية السرقات الشعرية في كتاب « الموازنة» للآمدي». وهو كتاب يقارب واحدة من أصعب القضايا التي تأرق كل مشتغل بالأدب، وهي قضية « السرقات»، كونها تطرح إشكالا أخلاقيا في عالم منذور لتوسيع هوامش المثل والأخلاق. وحين يكون الأمر مرتبطا بالسرقات في «الشعر»، فإن ذلك يأخذ بعدا أكثر مفارقة. الكتاب النقدي للشاعر محمد بنطلحة، يحاول أساسا، أن يقارب أساليب النقد العربي، من موقعه كشاعر، أي برؤية المبدع، التي ترى إلى الواقعة الأدبية كموضوع للتلقي متعدد الأوجه والأشكال والطرائق. وبذلك فإن الإضافة النوعية لهذه القراءة، أنها تتم من داخل التجربة الإبداعية بما لها من توابل وحساسية شعرية لافتة. فهي رؤية غير محايدة، بقدر ما هي رؤية تغار على الشعر وعلى هيبته ووقاره وإبداعيته، بل أساسا على سلسبيل صفائه ويفاعة طفولته البكر، كونه صرخة للإنسان أمام الكون ( ربما هو ضحكته أكثر أمام اللانهائي ). بهذا المعنى أقرأ شخصيا، كتاب بنطلحة الشعري. فهو ليس ساطورا للهدم، بقدر ما هو رفقة للفهم. بل، حتى اللغة الثاوية في طريق البحث، فيها الكثير من صفاء النية، التي غايتها الإقناع وليس « تصفية الحساب» مع النص والموضوع. بذلك يكتسب كتاب نقدي أنجزه شاعر أصيل قوته الخاصة،، تميزه أيضا. لأن حساسية الشاعر، هي اشتغاله على اللغة.. اللغة التي هي رأسماله الرمزي الذي يبني به المعاني.