إذا كانت جل التكهنات والتخمينات قد صبت في اتجاه أن الوداد سيعود بنقط الفوز من عاصمة زمور، فإن الزموريين أفلحوا في تكذيبها وتمكنوا من تجاوز الفريق الأحمر ذي طموحات مخالفة لمطامح الاتحاد، حيث في بعض الأحيان، وعند دخول فريقي المواجهة لأرضية الملعب، تنمحي كل المعادلات، الحسابات والتكتيكات: القوة والعراقة والتاريخ، وتبقى مجموعة مكونة من 11 لاعبا تواجه أخرى بنفس العدد. اللقاء الذي عرف تعزيزات أمنية مكثفة وإقبالا جماهيريا كبيرا، كانت بدايته لصالح أصحاب الأرض، فجاءت أولى المحاولات للتهديف في الدقيقة 2 بواسطة الفتحي، إلا أن المياغري يتدخل في الوقت المناسب. ومع تواصل الضغط لجأت العناصر الودادية إلى اعتماد خطة التسلل، التدخلات القوية والضغط على حامل الكرة مع القيام ببعض المرتدات بتمرير الكرة نحو فوزي عبد الغني ومويتيس، ليتواصل بحث الزموريين بالتسربات الجانبية والقذف من بعيد بواسطة لاعب الوسط جموح لمباغتة الحارس لمياغري، وباستثناء المحاولة الوحيدة التي أتيحت لباسكال من الوداد في د 28 كاد على إثرها التسيجل لولا تدخل المدافع أيت عبد الواحد، فإن الضغط الزموري زادت حدته وفرصا عديدة تضيع منها السانحة للتسجيل خاصة بواسطة سعيد حموني. الجولة الثانية: دخول باخوش، العائد مكان حموني، وجاءت البداية متكافئة إلى حدود الدقيقة 53، حيث يحصل الاتحاد على ضربة خطأ جانبية تقذف نحو المربع، اختلاط أمام المرمى وبلبكري يوقع هدف الفوز، ليزداد حماس الزموريين مقابل ارتباك الزوارومحاولات غير كافية للتسجيل، إلا أنه ومنذ الدقيقة 71، ومع تراجع عناصر الاتحاد، استيقظ لاعبو الوداد وضغط عانى معه الدفاع الزموري وفرص متاحة تضيع خاصة بواسطة ندياي وفوزي عبد الغني. الدقائق الأخيرة والوقت الإضافي (5 دقائق) عرفا زحفا أحمر واستماتة دفاع الاتحاد، ومرتدات كاد على إثر إحداها أن يوقع الفتحي الهدف، ومع نهاية اللقاء عمت الفرحة ملعب 18 نونبر نتيجة لهذا الفوز الهام. الحكم التيازي أنذر 5 لاعبين من الاتحاد و4 من الوداد. وقبل انطلاق اللقاء وقف الجميع لقراءة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا حادث مسجد باب البردعين بمكناس.