بعد ديوانها الأول «برد خفيف» الصادر عن دار إفريقيا الشرق، تصدر الشاعرة رجاء الطالبي عن دار النهضة العربية بلبنان ديوانا جديدا اختارت له عنوانا يعبر عن رغبة الكثير من المثقفين في العالم: «حياة أخرى». في ديوانها الجديد يتعرف القارئ المختص وغيره على العوالم الأثيرة لدى رجاء الطالبي، تلك العوالم العميقة حيث يلتقي الإنسان في صفائه الأول قبل أن تسلبه الحياة اليومية الرتيبة، والصراعات المفتعلة، والأوهام التي تتحول إلى قوة وجود وكينونة مع التراخي الزمني، تسلبه حقيقته الجوهرية، حقيقة أن يكون هو لا غيره. في «حياة أخرى» للشاعرة رجاء الطالبي يجد القارئ لغة شعرية رفيعة، معانيها بكر مبتدَعَةٌ، وتراكيب جملها رافعة ينهض عليها الأسلوب الشعري المميز الذي يمنح رجاء الطالبي مكانتها المتفردة بين أهم شعراء المرحلة في الوقت الحاضر. تذهب رجاء الطالبي إلى أصل الأشياء، وتبحث عن أدق تأويل ممكن لقول خطابها. لذلك تصبح اللغة عند الشاعرة تركيبا ودلالة مكونا شعريا وليست فقط أداة للتعبير عن ظواهر خارجية. تقول في نص قصير جدا بعنوان «لغة»: «وحده قلب هادئ ممتلئ بالمسرة يملك أن يفهم ما تقوله الأشياء». ص (44). في ديوان «حياة أخرى» بالفعل حياة جديدة مشرقة، وشعر جديد به رواء ونُضْرَةٌ واحتفاءٌ بالإنسان، ويتضمن دعوة إلى حب الحياة.