عن دار "إفريقيا الشرق"، وبتزامن مع المعرض الدولي الخامس عشر للكتاب بمدينة الدارالبيضاء المغربية، صدر للباحثة والكاتبة والمترجمة رجاء الطالبي ديوان شعر جديد يحمل عنوانا يتدفق شعرا هو :" برد خفيف". جاء الديوان ، وقد احتوى عددا من النصوص الشعرية القصيرة، حافلا بالصور الشعرية التي تنهض على لغة رشيقة هذبتها الشاعرة، وربتها في حقول إبداعية مجاورة للشعر اشتغلت بها كالترجمة، والنصوص السردية المخترقة للحدود،والعابرة للأجناس الأدبية، والدراسة النقدية العاشقة. ولا تخلو النصوص المضمنة بين دفتي الديوان من عمق فكري، وبعد رؤيا. إن قارئ هذا الديوان سيتعرف على الموضوعة الأثيرة لدى رجاء الطالبي؛ موضوعة الموت، ومصاحباتها: الصمت، الظل، والعزلة. سيتعرف القارئ على الفرح الداخلي، والضوء، والشغف باللغة العربية. تقول رجاء الطالبي عبر هذه المفاهيم الفكرية والشعرية الصعوبة التي يحياها الشعر والشاعر في زمن عصيب تقلبت فيه الأحوال، واختلت الموازين، وباتت القيم هباء في ريح عاتية: اختلال موازين القوى، صعود قيم التفاهة وعلوها على سلم التعامل، والمعاملات، واسترخاص الإنسان... لكن لغة الشعر برهافتها، وحساسية الشاعرة وعمق فكرتها جعلت القول الشعري بردا وسلاما، يعبر الذات نحو الآفاق الممتدة. تقول الشاعرة رجاء الطالبي محتفية بالضوء وباللغة في نص "عرش المسرة": "ها هي في استراحتها الصباحية تراود الضوء عن نفسه تفك قميص المسرة تنادم الأعماق الرقراقة تفك عقال اللغة لتتقافز أسماك الكلمات ذرات ضوئية شفت حين استطابت هذا السناء. أميرة تعتلي عرش المسرة حين يكون نديمها هذا الضوء الباذخ تترنح من النشوة." ص (26.25) وللكاتبة دراسة أكاديمية مخطوطة تحت عنوان "تجربة الموت عند جبران خليل جبران" ، ونصوص بعنوان "شموس الهاوية" صدرت سنة 2000م عن منشورات وزارة الثقافة المغربية، وقصص عن دار الثقافة بالدارالبيضاء تحمل عنوان "عين هاجر" صدرت العام 2004م. كما تشتغل الشاعرة والباحثة على ترجمة الشعر ودراسته ولها قيد الإنجاز كتابان في المجال.