تنهض التربية البدنية و الرياضة المدرسية بأدوار ايجابية في حياة التلاميذ نظرا لأهميتها في تكوين شخصيتهم و تربيتهم تربية تقوم على اكتساب المعارف و المهارات و الكفايات الرياضية كما تعلمهم العادات الصحية و الوقائية وترسيخها قصد تحقيق التوازن النفسي و الوجداني بما يجنبهم آفة الانحراف و التطرف و يساعدهم على الدراسة و التحصيل ، لذلك نجد أن الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضة الصادر عن المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة « اليونسكو 1978م، قد نص على أن ممارسة التربية البدنية حق أساسي للجميع وأنها تشكل عنصراً أساسياً من عناصر التربية المستدامة في إطار النظام التعليمي الشامل وينبغي أن تلبي برامج التربية البدنية احتياجات الأفراد والمجتمع وأن يضمن توفرها كجزء متكامل من العملية التعليمية . يعرف العديد من العلماء والمربين التربية البدنية بأنها جزء متكامل من التربية العامة هدفها تكوين الطفل من الناحية البدنية و العقلية و الاجتماعية عن طريق مزاولة أنواع مختلفة من الأنشطة الرياضية و التي اختيرت بغرض تحقيق تلك الأهداف بإعداد الأفراد إعدادا شاملا كي يستطيعوا من خلالها تحقيق قدر كبير من الاستيعاب و الفهم ليكونوا قادرين على تحمل أعباء و تحديات هذا العصر و ليساهموا في تحقيق التقدم و الازدهار لمجتمعاتهم بحيث التربية البدنية تهدف إلى تكوين شخصية الفرد وإحداث تغير في جميع جوانبه الشخصية كما تعمل على تنميته تنمية شاملة من جميع النواحي ليس من ناحية البدن فحسب وإنما بتنمية جوانبه الاجتماعية و العقلية و النفسية . ويعرف «سيت بوتشر» التربية البدنية على أنها عملية تربوية تهدف إلى تحسين الأداء الإنساني من خلال الأنشطة البدنية المختارة لتحقيق ذلك فهي تساهم في اكتساب و صقل المهارات الحركية و تطوير اللياقة البدنية و المحافظة عليها من اجل أفضل مستوى صحي و من خلال آثار طيبة و اكتساب المعارف و تنمية الاتجاهات الايجابية نحو النشاط البدني ، فولتيمر و ايسلنجر و ماكي و تلمان يعرفون التربية البدنية بذلك الجزء من التربية الذي ينتج عنه تغيرات بدنية و عقلية و اجتماعية و نفسية للفرد من خلال ممارسته للأنشطة الرياضية و اكتسابه للخبرات الحركية بينما عرفتها شعبة التربية البدنية للجمعية الأمريكية للصحة و التربية البدنية و الترويح على أنها هي المادة التي يتعلم فيها الأطفال ليتحركوا ، و يتحركوا ليتعلموا . في ما يخص معنى الرياضة اصطلاحا فهي جزء أساسي من الثقافة البدنية وعامل لأكبر ديناميكية ، والذي لا يتحقق إلا بفضل النشاط البدني – الرياضي المنظم وذلك بارتباطه بالنشاط الروحي ، وهذه الأنشطة الرياضية تحقق من خلال مختلف أهداف الثقافة البدنية و بذلك نستطيع القول بأنه هناك أربعة أصناف أساسية للرياضة : - من أجل الصحة – من أجل القدرات البدنية – الوصول إلى أعلى مستوى – من أجل الحصول على السرور و البهجة و المتعة في الحياة ( كهواية ) . – من أجل التفاعل الاجتماعي . وباستعراض مجموعة التعريفات السابقة للتربية البدنية نجد أنه يمكن استخراج العناصر المشتركة لمفهوم التربية البدنية و الرياضة وهي : « أن الأنشطة الرياضية هي إحدى العمليات التربوية التي تهدف إلى تحسين السلوك الإنساني . أنها أهم العمليات التربوية التي يكسب من خلالها الفرد ، المهارات البدنية ، والعقلية ، والاجتماعية ، والأخلاقية . لأن الحصائل و المكتسبات السلوكية الناتجة عن برامج النشاط البدني لا تثري و تنمي الجانب البدني فقط بل جميع الجوانب الأساسية للشخصية الإنسانية . أنها أهم عنصر لاستثارة اللعب و تفريغ الطاقات الكامنة لدى الإنسان وتحقيق التوافق النفسي.الإنسان. مجال لتحقيق التفوق الدراسي و التحصيل الأكاديمي من خلال إثارة دوافع التعلم لدى الإنسان . فالرياضة هي إحدى الأشكال الراقية لظاهرة حركية لدى الإنسان ، وهي طور متقدم من الألعاب ، وهي الأكثر تنظيما و الأرفع مهارة ، وكلمة الرياضة في اللغتين الانجليزية و الفرنسية SPORT ، وفي اللاتينية DIPORT ، والأصل الايتومولوجي لها هو DISPORT، ومعناها التحويل و التغيير ، ولقد حملت معناها ومضمونها من الناس عندما يحولون مشاغلهم و اهتماماتهم بالعمل على التسلية و الترويح من خلال الرياضة . ويشير « لوشن و سيج « إلى أن الرياضة يمكن أن تعرف بأنها نشاط مفعم باللعب التنافسي ، داخلي وخارجي المردود و العائد ، يتضمن أفرادا أو فرقا تشترك في مسابقة ، و تقرر النتائج على ضوء التفوق في المهارة البدنية . فالتربية البدنية و الرياضة تستمد مفهومها من الأغراض التي وجدت لأجلها و التي تتلاءم و طبيعة المجتمع الحديث حيث تعتبر المهمة الكبرى للتربية البدنية والرياضة في مجتمعنا هي أن تقوم بدورها في تنمية الشخصية المتكاملة من خلال النهوض بالمستوى البدني و الرياضي للناشئ . وهذا مطلب أساسي تقتضيه أي سياسة تنموية لأي بلد ، فتضافر الجهود و استعمال جميع الوسائل المشروعة من أجل بناء مواطن قوي و فعال في مجتمعه ويشير « شارمان « إلى أن التربية البدنية و الرياضية هي ذلك الجزء من التربية يتم عن طريق النشاط الذي يستخدم الجهاز الحركي لجسم الإنسان و الذي ينتج عنه أن يكسب الفرد بعض الاتجاهات السلوكية . أما « ويليام «- و «براو نل « و « فيرنيو « فيقولون أن التربية البدنية و الرياضة عبارة عن أوجه النشاط البدني مختارة تؤدي بغرض الفوائد التي تعود على الفرد نتيجة لممارسة هذه الوجه من النشاط ، ولقد خص « روسو « مكانة هامة للتربية البدنية و الرياضية لكونها تعنى بتحسين القدرات البدنية للإنسان . وهي تلك العملية التربوية التي تهدف إلى نمو و تطور التلميذ من كل النواحي الجسمية و النفسية و العقلية و الاجتماعية و العلمية ، وهي التوجيه السليم لرفع قدرات التلميذ ، وهي وسيلة فعالة تهدف إلى تقدم كفاءة التلميذ العلمية والبدنية و الاجتماعية النفسية من خلال مزاولة النشاط البدني الرياضي المبرمج . لذا، فالتربية البدنية والرياضة المدرسية تسعى كمادة تعليمية إلى تأكيد المكتسبات الحركية و السلوكيات النفسية و الاجتماعية المتناولة لدى التلميذ في جميع أسلاك التعليم : وذلك من خلال أنشطة بدنية و رياضية متنوعة و ثرية ترمي إلى بلورة شخصية التلميذ من خلال تطوير رغبته في الألعاب الرياضية المختلفة ، وتربيته على الشجاعة و العمل الجماعي ، الطاعة و الشعور بالمسؤولية و حب النظام و التصرف الحضاري و تربية التلميذ على حب الوطن و التفاني في العمل لأجله .