أولى الميثاق الوطني للتربية و التكوين عناية خاصة لإنعاش الأنشطة الرياضية و التربية البدنية المدرسية و الجامعية حيث أبرز الخطوط العريضة لبرنامجه في هذا الشأن من خلال الدعامة الثانية عشرة المتضمنة للمادة 131 و المادة 132 على أساس ترجمة فحواها على أرضية الواقع ، كما جاء البرنامج الاستعجالي في إطار تنفيذ مضامينه انطلاقا من السنة الدراسية الحالية ( 2009 – 2010 ) بخطة عمل تروم الإقلاع بمادة التربية البدنية و الرياضة المدرسية إن التربية البدنية تعد وسيلة تربوية تكمن أهدافها في مساعدة الطفل على النمو الصحي و السليم وجعله مواطنا صالحا ، أما الرياضة فهي النشاط الحركي الذي يتوخى من ورائه تحقيق نتائج معينة من خلال مباريات و مسابقات رياضية كتحطيم أرقام قياسية وإبراز مهارات فردية أو جماعية ، لذلك فالرياضة و منذ القدم استأثرت باهتمام الإنسان ، فكان لها الدور الكبير في تغيير أنماط حياته المعيشية ومجالا لأجل التطور و الازدهار حيث أصبحت وسيلة من وسائل التعريف ببلد ما ، الأمر الذي جعل العديد من الدول تراهن في تقدمها و تطورها في المجال الرياضي ، و المغرب بدوره يذرك جيدا ما يمكن أن يتحقق بواسطة الرياضة من نماء و تقدم . الميثاق الوطني للتربية و التكوين وضع مجموعة من المقترحات في مجال التربية البدنية و الرياضة المدرسية و الجامعية من خلال الدعامة 12 حيث جاء في المادة 131 : « تعد التربية البدنية والرياضية والأنشطة المدرسية الموازية مجالا حيويا وإلزاميا في التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي. وتشتمل على دراسات وأنشطة تسهم في النمو الجسمي والنفسي والتفتح الثقافي والفكري للمتعلم. تنظم الأنشطة المدرسية الموازية وفق ما جاء في المادة 40 من هذا الميثاق. تتوخى الرياضة البدنية إكساب المتعلم مهارات بدنية مصحوبة بالمعارف المرتبطة بها، قصد تعويده على الاهتمام بصحته, وبجودة الحياة, وجعله قادرا على التكيف مع بيئات مختلفة طوال حياته. وسعيا إلى تحقيق هذه الغايات بكيفية شاملة وممنهجة بأسلاك التربية والتكوين كافة, يعاد النظر في وضعية هذه المادة وفي برامجها وطرق تدريسها ونوعية أنشطتها وذلك على الشكل التالي : أ - تحظى التربية البدنية والرياضية بنفس القيمة والاهتمام الممنوحين للمواد الدراسية الأخرى، وتحدد حصص تدريسها بكامل العناية على أساس تخصيص جزء منها للدروس النظرية التي تمكن التلميذ من اكتساب المفاهيم الأساسية المرتبطة بالمجالات المعرفية لهذا الميدان ؛ ب - تحدد أهداف التربية البدنية والرياضية وتصاغ برامجها ومناهجها بكيفية تراعي التدرج المطابق لسن المتعلم، ولنموه الجسمي والنفسي والعقلي، وتأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الجهوية والثقافية والاجتماعية والبيئية والمناخية. وتتمحور هذه الأهداف حول اكتساب المهارات وتنمية القدرات الإدراكية والحركية الأساسية، والمعارف المتعلقة بمجالات الصحة ونوعية الحياة والبيئة، وكذا المواقف والسلوكات المرتبطة بأخلاقيات الرياضة، والتنافس الشريف، والقدرة على الاستقلالية وتحمل المسؤولية ؛ ج - يعتمد في طرق تدريس التربية البدنية وتحديد أنشطتها على الألعاب العتيقة وأنشطة التعبير الجسماني، وألعاب جماعية، وأنشطة بالهواء الطلق ؛ د - يولي المدرسون المكلفون بتأطير التربية البدنية والرياضة المدرسية عناية خاصة لاكتشاف التلاميذ ذوي المؤهلات المتميزة وتوجيههم وتشجيعهم على الرقي في مدارج البطولة الرياضية. أما المادة 132 فتنص على إحداث هيئات جهوية للبحث و التقويم و تطوير التربية البدنية تتكون من مصالح قطاعات مختلفة وجمعيات و أندية ... وقد ورد في المادة 132 صراحة مايلي : « تحدث هيئات جهوية للبحث والتقويم وتطوير التربية البدنية، والرياضة المدرسية والجامعية، والرياضة الوطنية بصفة عامة. و تضم هذه الهيئات إلى جانب قطاع التربية والتكوين, القطاعات الحكومية الأخرى المعنية (الشبيبة والرياضة والصحة والشؤون الاجتماعية والشؤون الثقافية) وكذا ممثلين عن الجمعيات والجامعات الرياضية، والمؤسسات ذات الصلة بالرياضة والصحة, والشخصيات ذات الدور الرياضي البارز على المستوى الوطني والجهوي. وتحدد مهام هذه المؤسسة في : - القيام بأبحاث نظرية وتطبيقية, مهنية وتقنية، تهدف إلى معرفة المواصفات النفسية والاجتماعية والبيولوجية للأطفال المتمدرسين, وإنتاج مقاييس وأدوات لتقويم القدرات الرياضية لدى الناشئة, واكتشاف المواهب, وتطوير برامج الدراسة والتدريب في مختلف التخصصات الرياضية, وإنتاج معينات ديداكتيكية للمدرسين والمدربين الرياضيين ؛ · تقديم الاستشارة الهادفة إلى حل المشاكل الناجمة عن ممارسة التربية البدنية والرياضة, لفائدة مؤسسات التربية والتكوين والجمعيات والجامعات الرياضية ؛ · تقويم مكتسبات التعلم الرياضي والبرامج والمؤسسات, ووضع برامج واستراتيجيات بيداغوجية جديدة · السهر على إحداث مركبات للرياضة على الصعيد الجهوي تستعمل من لدن المؤسسات التعليمية، بما في ذلك الجامعة، وجمعيات الشباب, وتشرف على تدبيرها هيئة متعددة الاختصاصات، تتكون من ذوي الخبرة في ميدان التربية والرياضة والتدبير والعمل الجمعوي ؛ · الإسهام في تكوين الأطر الرياضية من مكونين ومدربين وحكام, والعمل على وضع وحدات لاستكمال التكوين والخبرة لفائدة الأطر والمؤسسات التي تعبر عن رغبتها في ذلك. لعب الميثاق الوطني للتربية والتكوين دورا فعالا من خلال تفعيل مقتضياته برد الاعتبار إلى مادة التربية البدنية والرياضة المدرسية، حيث حظيت بالاهتمام البالغ من خلال دعامته الثانية عشرة، المتعلقة بإنعاش الأنشطة الرياضية والتربية البدنية المدرسية والجامعية والأنشطة الموازية غير أن ذلك يبقى ضئيلا رغم ما واكبه من إصلاح نتيجة غياب الدراسة الحقيقية و الجادة مع إجراء التعديلات اللازمة إن على مستوى البرامج و المناهج أو طرق تدريس مادة التربية البدنية خصوصا في السلك الابتدائي ، ولأجل تجاوز بعض المعيقات أولت وزارة التربية الوطنية مادة التربية البدنية و الرياضة المدرسية مزيدا من الاهتمام من خلال البرنامج الاستعجالي المشروع رقم e1p6 حيث تم توجيه مذكرة تحت عدد: 123 بتاريخ 10 رمضان1430الموافق ل 31 غشت 2009 في موضوع حصص مادة التربية البدنية وحصص الرياضة المدرسية إلى جميع رؤساء مصالحها على المستوى الوطني و الجهوي و الإقليمي و كذا المحلي جاء فيها : « .... ففي إطار تفعيل مضامين برنامج العمل التربوي للوزارة، وانسجاما مع البرنامج الاستعجالي،سيما فيما يتعلق بمادة التربية البدنية والرياضة المدرسية بالمؤسسات التعليمية، نظرا لدورها التربوي والتكويني والإشعاعي الهام، ومساهمتها الفعالة في التنمية الشاملة للتلميذات والتلاميذ، وتنشئتهم الاجتماعية وتحصينهم ضد كل أنواع العنف والانحراف، يشرفني أن أطلب منكم إبلاء هذه المادة كل ما تستحقه من عناية واهتمام، والحرص على ممارستها بشكل منتظم كباقي المواد الدراسية.في هذا الصدد، فإنه يتعين عند وضع جداول الحصص و استعمالات الزمن العمل بالتوجيهات التالية: 1 - بالنسبة للتعليم الابتدائي: -تفعيل حصص التربية البدنية والرياضية وتمكين التلاميذ من الاستفادة منها باستعمال الفضاءات المتوفرة بالمؤسسة أو فضاءات مجاورة لها كلما أمكن ذلك؛ - العمل على تنظيم منافسات رياضية بين الأقسام، و كذا إعداد فرق تمثل المؤسسة في منافسات رياضية إقليمية وجهوية ووطنية، وفي المشاركات الدولية الخاصة بالتعليم الابتدائي. 2 - بالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي: - توزيع حصص التربية البدنية والرياضية إلى حصتين في الأسبوع لكل قسم، مدة كل حصة ساعة واحدة وبفارق زمني لايقل عن 48 ساعة بينهما، ضمانا لتعلم أنجع؛ - توزيع حصص التربية البدنية والرياضية بكيفية متوازنة حسب عدد الأساتذة العاملين بين الفترتين الصباحية والزوالية، وعلى جميع أيام الأسبوع (من يوم الاثنين صباحا إلى يوم السبت بعد الزوال) وذلك من أجل استغلال أنجع للمرافق والتجهيزات الرياضية؛ - تخصيص حصص من ثلاث ساعات متتالية، في جداول حصص الأساتذة واستعمالات الزمن الخاصة بالتلاميذ، لمزاولة أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية (رياضة الكم ورياضة النخبة) طيلة السنة الدراسية كما تنص على ذلك التوجيهات التربوية للمادة، وتوزع هذه الحصص كالتالي - التعليم الثانوي الإعدادي: حصتان من ثلاث ساعات يومي الأربعاء والجمعة بعد الزوال، وذلك من أجل: · إتاحة فرصة المشاركة لجميع التلميذات والتلاميذ (رياضة الكم) في أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية؛ · تنظيم منافسات رياضية بين الأقسام؛ · انتقاء العناصر المتميزة لتمثيل المؤسسة في المنافسات الرياضية الإقليمية والجهوية والوطنية والمشاركات الدولية (رياضة النخبة) -التعليم الثانوي التأهيلي: حصة من ثلاث ساعات يوم الجمعة بعد الزوال، و ذلك من أجل: · إتاحة فرصة المشاركة لجميع التلميذات والتلاميذ (رياضة الكم) في أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية. · تنظيم منافسات رياضية بين الأقسام؛· انتقاء العناصر المتميزة لتمثيل المؤسسة في المنافسات الرياضية الإقليمية والجهوية والوطنية والمشاركات الدولية (رياضة النخبة) ؛· إعداد و تدريب الفرق التي ستمثل المؤسسة في المنافسات الرياضية المحلية والجهوية والوطنية والدولية (رياضة النخبة). - إنجاز الأساتذة لحصص التربية البدنية وأنشطة الجمعية الرياضية المدرسية من طرف هيأة الإدارة التربوية وهيأة التفتيش، وفقا للمشروع البيداغوجي والرياضي للمؤسسة الذي يعده الفريق البيداغوجي للمادة عند بداية كل موسم دراسي. ... “ بالرغم مما ذكر تبقى التربية البدنية و الرياضة المدرسية دون ما نطمح إليه نتيجة عدة معيقات و غياب البنية التحتية و التأطير ... الأمر الذي يدعو إلى المزيد من التفكير و العمل الجاد لأجل إعطاء المادة ما تستحقه عناية بسلامة و صحة التلميذ وصقل مواهبه بغية ضمان ممارسة رياضية بالنسبة للممدرسين ومؤطريهم في ظروف آمنة وسليمة .