أزيد من خمسة ملايين تلميذ وتلميذة محرومين من مادة التربية البدنية والرياضة المدرسية، هذا ما أكده أحد مفتشي مادة التربية البدنية الذي حضر إحدى الدورات التكوينية التي نظمتها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، المصدر الذي اعتبر الأمر بمثابة جرم لن يغتفر في حق تلامذة المغرب أكد أن أسبابا متعددة تقف بمثابة حجرة عثرة في وجه أساتذة التعليم الإبتدائي على الخصوص لإنجاز حصص مادة التربية البدنية المحددة في ساعتين اسبوعيا، ولعل السبب الرئيسي هو يتمثل في مخلفات المستعمر الفرنسي الذي حث على إدراج حصص التربية البدنية بالتعليم الإعدادي والثانوي التأهيلي فقط بدليل التكوينات التي يتلقاها مدرسو هذه المادة التي يغلب عليها طابع لغة موليير. هذا بالإضافة إلى عدم نهج الحكومات والوزارت المتعاقبة سياسة واضحة بخصوص تعميم مادة التربية البدنية منذ الابتدائي وتوفير البنيات التحتية المناسبة. مذكرة غير مفعلة البرنامج الاستعجالي يتحدث عن ضرورة تفعيل إنجاز حصص التربة البدنية وحصص الرياضة المدرسية، نظرا لدورها التربوي والتكويني والإشعاعي الهام، ومساهمتها الفعالة في التنمية الشاملة للتلميذات والتلاميذ، وتنشئتهم الاجتماعية وتحصينهم ضد كل أنواع العنف والانحراف، وقد أصدرت وزارة التربية الوطنية لهذا الغرض مذكرة رقم 123 حثت أساتذة التعليم الابتدائي على تفعيل حصص التربية البدنية والرياضية وتمكين التلاميذ من الاستفادة منها باستعمال الفضاءات المتوفرة بالمؤسسة أو فضاءات مجاورة لها كلما أمكن ذلك؛ و العمل على تنظيم منافسات رياضية بين الأقسام، و كذا إعداد فرق تمثل المؤسسة في منافسات رياضية إقليمية وجهوية ووطنية، وفي المشاركات الدولية الخاصة بالتعليم الابتدائي.وبالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي دعت المذكرة التي لم يتم تفعيلها بالابتدائي، إلى توزيع حصص التربية البدنية والرياضية إلى حصتين في الأسبوع لكل قسم، مدة كل حصة ساعة واحدة وبفارق زمني لايقل عن 48 ساعة بينهما، ضمانا لتعلم أنجع؛وتوزيع حصص التربية البدنية والرياضية بكيفية متوازنة حسب عدد الأساتذة العاملين بين الفترتين الصباحية والزوالية، وعلى جميع أيام الأسبوع (من يوم الاثنين صباحا إلى يوم السبت بعد الزوال) وذلك من أجل استغلال أنجع للمرافق والتجهيزات الرياضية؛مع تخصيص حصص من ثلاث ساعات متتالية، في جداول حصص الأساتذة واستعمالات الزمن الخاصة بالتلاميذ، لمزاولة أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية (رياضة الكم ورياضة النخبة) طيلة السنة الدراسية كما تنص على ذلك التوجيهات التربوية للمادة، أما بالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي :فقد حددت المذكرة نفسها حصتان من ثلاث ساعات يومي الأربعاء و الجمعة بعد الزوال، و ذلك من أجل إتاحة فرصة المشاركة لجميع التلميذات والتلاميذ (رياضة الكم) في أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية؛ وتنظيم منافسات رياضية بين الأقسام؛ثم انتقاء العناصر المتميزة لتمثيل المؤسسة في المنافسات الرياضية الإقليمية والجهوية والوطنية والمشاركات الدولية (رياضة النخبة). كما حددت المذكرة الصادرة في غشت 2009 أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي على تخصيص حصة من ثلاث ساعات يوم الجمعة بعد الزوال، و ذلك من أجل إتاحة فرصة المشاركة لجميع التلميذات والتلاميذ (رياضة الكم) في أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية؛ وتنظيم منافسات رياضية بين الأقسام؛ثم انتقاء العناصر المتميزة لتمثيل المؤسسة في المنافسات الرياضية الإقليمية والجهوية والوطنية والمشاركات الدولية (رياضة النخبة)؛مع عداد و تدريب الفرق التي ستمثل المؤسسة في المنافسات الرياضية المحلية والجهوية والوطنية والدولية (رياضة النخبة).وإنجاز الأساتذة لحصص التربية البدنية وأنشطة الجمعية الرياضية المدرسية من طرف هيأة الإدارة التربوية وهيأة التفتيش، وفقا للمشروع البيداغوجي والرياضي للمؤسسة الذي يعده الفريق البيداغوجي للمادة عند بداية كل موسم دراسي. كرونولوجيا تنزيل التربية البدنية بحسب مصدر فقد اوصى المجلس الأعلى للتعليم سنة 2006 بإدماج مادة التربية البدنية والرياضة المدرسية بالتعليم الابتدائي،وخلال شهر غشت2007 علمت الأكاديمية الجهوية لجهة الدراالبيضاء على تجريب التربية البدنية ب 11 مؤسسة تعليمية، وفي سنة 2008 تحدث تقرير للمجلس الأعلى عن الخصاص في مادة التربية البدنية بسلك الابتدائي على وجه الخصوص مما دفع بالوزير أحمد اخشيشن إلى تخصيص مشروع ضمن البرنامج الاستعجالي حول التحقيق الفعلي لإلزامية تدريس مادة التربية البدنية. وستعمل الوزارة على إلزام جميع أساتذة التعليم الابتدائي على تدريس التربية البدنية بعد خضوعهم لتكوين خاص من طرف أساتذة المادة بالثانوي التأهيلي والثانوي الإعدادي. تأهيل أزيد من 33 ألف مؤسسة تعليمية من الصعوبات التي يواجهها مدرسو ومدرسات التعليم الابتدائي في تدريس التربية البدنية ضعف البنيات التحتية وانعدامالرشاشات للاستحمام ومستودعات للملابس وغيرها من الوسائل التي باتت ضرورية،مما دفع بالوزارة إلى وضع خطة استعجالية لتأهيل حوالي 33471 مؤسسة تعليمية بسلك الابتدائي حيث سيتم بناء ملاعب ومراحيض وحلبات للعب لفائدة التلاميذ،وهذا بحسب مصادر من وزارة التربية الوطنية إجراء مهم تمنى أن تلتزم به الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين التي لها الصلاحية في الإنجاز والتنفيذ. الحلول الممكنة تعمل العديد من الدول على تكوين وإنتاج أبطال من مختلف الرياضات والألعاب من المدراس الابتدائية حيث تولي اهتماما لهذه المادة التي باتت أساسية ضمن الحصص الأسبوعية للمتعلم، وطالب عدد من اساتذة التربية البدنية والرياضة المدرسية الوزارة الوصية والحكومة إلى ضرورة تخصيص مدرس للتربية البدنية بسلك الابتدائي وتجنب تكليف الأستاذ أو الأستاذة بهذه المهمة التي تبقى صعبة وشاقة وسيصعب تنفيذا بدليل المذكرات والمراسلات التي صدرت في موضوع تفعيل مادة التربية البدنية حيث نجد أن أساتذة التعليم الابتدائي ملزمون بتضمينها في جدوا ل الحصص الأسبوعية دون أن يطبقونها.لذا بحسب المصادر على الوزارة تخيصيص مدرس خاص بهذه المادة مع إمكانية تدريسه بمختف المؤسسات التعليمية شريطة منحه عدد الساعات القانونية الأسبوعية، وفي حالة تنزيل الوزارة لهذا المقترح وفي ظل توفير الإمكانيات والتجهيزات الضرورية فأكيد ان المغرب سيحقق مجموعة من الأهداف لعل أبرزها تكوين التلميذ السليم صحيا وعقليا ولم انتاج أبطال المستقبل في مختلف التخصصات.