سعيا إلى تشجيع ودعم الأنشطة المدرة للدخل لفائدة المرأة القروية في وضعية حرجة، شكلت محطة جديدة بتغسالين، إقليمخنيفرة، نقطة بالغة الأهمية تلك التي أضيفت لرصيد «الجمعية الاجتماعية للتنمية»، هذه التي نظمت عملية توزيع 24 رأسا من الأبقار (12 بقرة وعجولها) على نساء قرويات، من الأكثر فقرا واحتياجا، وتهدف هذه العملية إلى تحسين دخل المستفيدات وتمكينهن من تحقيق حلمهن بالاستقلالية على سكة منافع اقتصادية، وتصل الكلفة المالية لهذه العملية/ المشروع إلى 23 مليون سنتيم، 16 مليون سنتيم منها ساهمت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وخلال اللقاء الذي نظمته بالمناسبة «الجمعية الاجتماعية للتنمية» بتغسالين، استعرض رئيس هذه الجمعية المراحل التي قطعتها العملية، والهدف المتوخى من وراء تشجيع النساء القرويات في مجال الأنشطة المدرة للدخل، وأهمية التنسيق مع مختلف المتدخلين، مثل اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمديرية الإقليمية للفلاحة ووكالة التنمية الاجتماعية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الناشطة في مجال التنمية، قبل أن يركز رئيس الجمعية على مبادرة تموين عدد من النساء القرويات بالأبقار، وكيف تم اختيار المستفيدات عن طريق التشاور مع أعوان السلطة بشأن المعايير والشروط الواجب توفرها في المرشحات للاستفادة من العملية، وخصوصا أن يكن من المعوزات ولديهن فتيات كثر بغاية المساهمة في دعم الفتاة القروية والولوج بها داخل مجال الإنتاج في الحالات التي يكون فيها الالتحاق بالدراسة أو متابعتها أمرا صعبا، ومن هنا أكد رئيس الجمعية على أهمية الأهداف المراد بلوغها عبر المشروع. وبعد عملية توزيع الأبقار على المستفيدات، عن طريق القرعة، ذكر رئيس الجمعية بالالتزام الواجب على المستفيدات التقيد به على مدى خمس سنوات، وأي إخلال بهذا الالتزام يحق للجمعية سحب البقرة واتخاذ الإجراءات القانونية، ومن ذلك أساسا العمل بجدية من أجل إنجاح وتحقيق أهداف المشروع المسطرة من طرف الجمعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع عدم اتخاذ أي قرار فردي فيما يتعلق بالبقرة إلا باستشارة الجمعية، مع إخبار هذه الجمعية بكل مستجد في الأمر، وعدم الإقدام على بيع البقرة الممنوحة أو عجلها إلا بعد استشارة الجمعية، وفي الوقت ذاته وعدت الجمعية بتنظيم لقاءات تكوينية، تسهر عليها المديرية الإقليمية للفلاحة، لفائدة المستفيدات من الأبقار، وذلك عبر تكوينهن في مجال تقنية تربية الأبقار والطرق الناجحة في التعليف والتسمين والتوليد، والحصول على الخصوبة والجودة المطلوبة، وكذا المراقبة الصحية وإنتاج الحليب في أفق إحداث وحدة لهذا الغرض. عامل إقليمخنيفرة الذي حضر اللقاء، رفقة المدير الإقليمي للفلاحة ومسؤول بقسم العمل الاجتماعي لعمالة الإقليم، أكد بدوره على أهمية العمل الذي يدخل في صميم فلسفة الأهداف الكبرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية، قائلا بأن هذه المبادرة «لن تتوقف وستستمر في إطار التحولات الجديدة»، سيما منها الشق المتعلق بخلق الأنشطة المدرة للدخل، قبل توقفه عند استعراض الدور الذي يلعبه المجتمع المدني باعتباره «صلة وصل أساسية باتجاه بلورة الكثير من المشاريع التنموية عبر وضع الخطط والمقترحات، والمساهمة بالمشاركة والإشراك والتعاقد والحوار والمواطنة والمسؤولية، وكذا خلق فضاءات للتفكير والنقاش وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف المتدخلين في إطار من التكامل الإيجابي، وبخصوص عملية توزيع الأبقار أعرب عامل الإقليم عن أمله في «أن يعطي الدعم نتائجه المرجوة مستقبلا»، وبينما دعا إلى انخراط كل القوى الحية للمجتمع في مسلسل التنمية المستدامة،ولم تفته دعوة مديرية الفلاحة إلى مساعدة سكان العالم القروي على توسيع عدد التعاونيات، والانكباب على ما ينبغي من البرامج والمخططات لأجل تعزيز الحكامة والقدرات المحلية والحد من مظاهر الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي. وتأتي المبادرة على خلفية الظروف التي تجعل من العالم القروي فضاء لكل مظاهر الفقر والعزلة، بالأحرى لو تمت «جراحة» الواقع المتردي الذي ظل، وإلى وقت قريب، يحتل الحياة النسائية بتغسالين في انعدام ما يساهم في فتح ما ينبغي من البدائل والمبادرات المندمجة أمام المرأة بهذه البلدة لتحسين عيشها بأنشطة ومجالات تعطيها وضعها الاعتباري على مستوى المحيط والمجتمع، ومن حسنات الجمعية الاجتماعية للتنمية بتغسالين أنها ساهمت في تمكين عدد كبير من الفتيات المنحدرات من أسر فقيرة من متابعة دراستهن من خلال توفير المأوى والدعم التربوي والمعلوماتي، كما انخرطت في محاربة الأمية بتوفير قاعات خاصة بالنساء قبل أن تعمل على توفير بناية للصناعة التقليدية والأنشطة اليدوية الأخرى، بتنسيق مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ولم يفت مسؤولة بمكتب جمعية تغسالين الإشارة إلى عمليات أخرى سبق لجمعيتها أن قامت بها من خلال توزيع 170 رأسا من الماعز و و4 من التيوس و53 أرنبا و 325 دجاجة على 78 امرأة من النساء القرويات بهدف إشراكهن في عمليات تطوير اقتصادهن وتحسين ظروفهن المعيشية عن طريق دخل إضافي يضمن استقلاليتهن الذاتية ويخفف من حدة معانتهن مع الفقر والبطالة، على أمل مساعدتهن مستقبلا من أجل خلق تعاونيات لتربية الأبقار والماعز.