بقدر ما نعتز بالمكتسبات التي تحققت للسينما المغربية في السنوات الأخيرة (ارتفاع سقف دعم الإنتاج، تطور التصوير الأجنبي ببلادنا، الإقبال المتزايد على الفيلم المغربي...)، بقدر مايغمرنا الحزن إزاء هذا الإغلاق المتواصل للقاعات السينمائية، القاعات التي لاتمنحنا فقط متعة الضوء والكلمات والصور، بل هي تؤشر على نمائنا الثقافي. وها هي الأرقام: المغرب، كل المغرب، لا يتوفر سوى على 50 بناية سينمائية (12 بالدار البيضاء، 3 بالرباط، 8 بمراكش...) هذا دون الحديث عن الخواء في المدن الصغيرة والقرى. ولذلك لابد أن يتصدر هذا الموضوع أولويات المسؤولين عن القطاع وممثلي الهيئات المنتخبة ببلادنا، مثلما يدعى القطاع الخاص إلى الإسهام في إيجاد حلول لهذا المشكل لأننا لانتصور أن المدن يمكن أن تظل هي المدن بدون قاعات للسينما والمسرح والتشكيل ومختلف تعبيرات الفرجة. وإلا فالمدينة تصبح الإسمنت والمال، والإسمنت والمال لايصنعان، وحدهما، الإنسان والحضارة.