تعرف الصحة المدرسية بفاس هذه الأيام وضعا لا تحسد عليه، جراء عزوف جميع المتمدرسين عن التلقيح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، رغم الدعاية المكثفة التي تقوم بها المصالح ذاتها لمكافحة الداء. ويشار إلى أن المغرب استورد في إطار خطته لمكافحة داء أنفلوانزا الخنازير ملايين الجُرع « بملايير الدراهم من العملة الصعبة « قد يكون مصيرها التلف، في ظل العزوف عنها، نظرا لعدة عوامل تقنية أبرزها أن مدة صلاحيتها لا تتعدى السنة الواحدة، بالإضافة إلى احتمالات تغير نمط الفيروس حسب طبيب متخصص. وفي سعيها لإقناع تلاميذ المدارس بإجراء اللقاح، وفي إطار حملة تقوم بها لهذه الغاية، وزعت نيابة التعليم بفاس على عموم التلاميذ مطبوعا تدعو إلى تعبئته من طرف أولياء أمورهم، يتعلق بالتصريح بموافقتهم على تلقيح أبنائهم، مع تحمل مسؤولية ما قد يترتب عن عدم التلقيح من تداعيات. ويحمل المطبوع اسم ولي أمر التلميذ . ورأيه بالموافقة من عدمها. وإلى حدود زوال الجمعة الأخير لم يسجل توقيع أي من أولياء أمور التلاميذ بالموافقة بالعديد من المؤسسات التعليمية بالمدينة . حتى ان البعض كتب « غير مقبول» في إشارة الى رفض الخضوع لعملية التلقيح. وتواجه المصالح الصحية بالمدينة، وربما بالمغرب قاطبة ، مشكلا عويصا بسبب المقاطعة المستمرة من قبل التلاميذ من مختلف الأسلاك التعليمية ورفضهم الخضوع للتلقيح، مما يعزز فرص احتمال ضياع عشرات الآلاف من الأمصال. ويرى المتخصصون أن مدة الصلاحية القصيرة التي يتمتع بها اللقاح، والمقدرة، حسب المصالح الصحية بسنة واحدة تشكل مأزقا حقيقيا . الأمر الذي يفيد بالشروع في بداية العد التنازلي لانتهاء الصلاحية بالنسبة للكميات المتوفرة التي تقدرها ذات المصالح بالملايين من الجرعات حسب تصريحات سابقة لمسؤولين في وزارة الصحة العمومية. وحسب متحدث طبي آخر فان نفس نتيجة الضياع تستهدف كميات اللقاح المخزنة بالنظر إلى احتمالات تغير نمط الفيروس خلال الأشهر القادمة ، ما يجعل الجرعات المتوفرة عديمة الفائدة . وأثار ذات المتحدث الكثير من المسائل التي تزكي فقدان الثقة في اللقاح لدى الكثير من المواطنين، رغم كل المحاولات التي قامت بها الوزارة لإقناعهم بسلامته ونجاعته. وتبلغ أسعار الجرعة في السوق الدولية حوالي أربعة دولارات للجرعة، أي ما يعادل 35 درهما. في حين أن نفس المختبرات سوقت اللقاح لدول أخرى بأسعار تتراوح بين 6 إلى 8 دولارات للجرعة، حسب مصادر متطابقة. ع،ب