حصل المقدم المتألق لنشرة الأخبار الرئيسية محمد راضي الليلي ضمن استطلاعات الرأي المتخصصة لمؤسسة «ماروك ميتري» مؤخرا على أفضل نسبة مشاهدة، ضمن لائحة المقدمين الرئيسيين لنشرات الأخبار للشركة الوطنية للإذاعة والتفزة خلال سنة 2010. مع هذا الحدث يزداد الإعلامي محمد راضي الليلي تألقا باعتباره أحد وجوه جيل جديد من الشباب المغربي، مراكم تجربة مهنية محترمة، وإعلامي واعد بكثير من العطاء والقيمة. إزداد محمد راضي الليلي عام 1975 بمدينة كلميم - باب الصحراء المغربية، من أسرة معروفة بالعلوم الشرعية، تلقى تعليمه الأولي في الكتاب ثم المدرسة بمدينة كلميم حتى عام 1991، انتقل بعدها للعيون لاستكمال التعليم الإعدادي و الثانوي، ومن ثمة إلى الرباط، حيث حصل نهاية الدراسة عام 2006 على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في السوسيولوجيا، باطروحة موضوعها: «صورة الأسرة المغربية في الإشهار التلفزيوني، التلفزة المغربية نموذجا.». بوادر عشقه للإعلام بدأت نهاية الثمانينات حين كان يتأبط مذياعا صغيرا، ويستمع بجنون لبث أقسام عربية لعدد من الإذاعات الدولية كإذاعة هولندا في هلفرسم، و إذاعة الدوتشي فيلي في ألمانيا، و إذاعة اليابان الدولية. وما أن أكمل سنته الجامعية الثانية حتى أجرى أول تداريبه في الإذاعة المركزية بالرباط كمذيع للربط ثم مذيع متدرب بإذاعة العيون الجهوية صيف 1997. و توج هذه المرحلة بعودته إلى أستوديو أربعة بالإذاعة المغربية يوليوز 1999 كمذيع للربط و بعدها معدا و مقدما لبرنامج «الأحد صباحا» طيلة 9 أشهر ببث مباشر من ساعتين. التحق بعد ذلك بالتلفزة المغربية كصحافي ببرنامج «صباح سعيد» ثم مقدما لبرنامج «مصاييف»، و معدا ومقدما لبرنامج «المجلة الثقافية» ثم برنامج «تواصل» و« أنغام». و ماكادت سنة 2003 تستكمل فصولها حتى انتهى به الأمر بقسم الأخبار في التلفزة المغربية، قبل أن يلج التقديم الإخباري مطلع 2004. واتجه في ختام العام ذاته إلى قناة العيون كأول مقدم أخبار بالقناة في نونبر 2004. دون أن نسيان تجربته المميزة مع قناة «ام بي سي» كمراسل من الرباط ما بين 2001 ومطلع 2004. - يتابع كثير تطولا مسارك المهني باحترام، كيف جاء انتقالك من الإذاعة الوطنية إلى التلفزيون المغربي؟ - تم الانتقال من الإذاعة إلى التلفزيون بعد أن أجري انتقاء في قسم الإنتاج بالتلفزة، أشرف عليه محمد الضو السراج و محمد بن بوعزة. كانت الخطوة محكومة بالصدفة، و هامش الربح المهني كان فيها كبيرا لأنها فتحت لي المجال على العمل الإنتاجي التلفزي المعتمد في غالبيته على التسجيل، و هو أمر يساهم من حيث تدري أو لا تدري في صقل الموهبة و تلقن المبادئ الأساسية للمهنة. - ما هو في تقديركم لواقع الإعلام السمعي البصري الوطني راهنا؟ - أظن أن الانفتاح الإعلامي الذي سجل مؤخرا في المغرب لم يكن له بالغ الأثر على تطور الإعلام السمعي البصري الوطني، والسبب في اعتقادي يعود إلى عدم الاهتمام بالعنصر البشري في العملية برمتها، كثير ممن أنشئوا إذاعات اهتموا فقط باستجلاب أحدث المعدات وكأن المعركة الإعلامية لا تتطلب سوى ذلك، و هاهي النتيجة عدم القدرة على إنتاج خدمة إعلامية تضاهي ما تنتجه قنوات عربية مثلا . - هل تقربون القراء من كيفية إعداد نشرة الأخبار على الأولى؟ - كما في القنوات العمومية العربية يكتب مقدم الأخبار تقديمات المواضيع بنفسه، بخلاف ما يوجد عليه المقدمون في قنوات كالجزيرة والعربية، وهذا أمر يستنزف طاقة المذيع، كذلك يتم الاهتمام بالأشياء المحيطة به لأنه في كل الحالات فالمذيع شخص يقدم عملا فنيا إبداعيا يستوجب التركيز و بذل جهد ذهني. في القناة الأولى يعد رئيس التحرير دليلا للأخبار و يتابع تنفيذه طيلة الفترة ما قبل إذاعة النشرة، و نجد صعوبة يومية نحن مقدمو الأخبار في الأولى في مجاراة حركية المشهد السياسي الذي يلزمنا بمتابعته كليا. - كيف تقومون تجربة تغطية ما بعد العدوان الإسرائيلي على غزة؟ -كانت الأولى من القنوات العمومية القليلة جدا إن لم نقل الوحيدة التي وصلت إلى قطاع غزة رفقة الوفد الطبي العسكري المغربي، بل إنها ساهمت في تسهيل أمر دخول وفد برلماني مغربي كان يواجه أمرا مصريا بعدم دخول غزة عبر معبر رفح الحدودي. لقد قدمت لي تلك التجربة رفقة المصور مصطفى لصفر دعما مهما لمساري الإعلامي، إذ مكنتني من لقاء زملاء المهنة من الفلسطينيين ممن كانوا في مواجهة المحتل، وعرفتني على بعض من طرق عملهم . - لماذا قررت الهجرة إلى قناة أجنبية؟ - مطمح كل صحافي أن ينفتح على العالمية، وهذا الطموح مبني على قناعة صلبة، هي أن القناة الأولى مدرسة بكل المقاييس، و إلا لما كانت موردا لقنوات عربية كبرى كالجزيرة و البي بي سي مثلا. أنا مقبل بحول الله على تجربة دولية في طهران، و لكن بالرغم من ذلك فضل القناة الأم لا ينكره سوى جاحد.