يحيي العالم يومه الأربعاء، مناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ذكراها 61، وهو الإعلان الذي أقره المجتمع الدولي سنة 1948 وسط متغيرات دولية كبيرة بعد انهيار عدد من المنظومات الفكرية والسياسية ونهوض أخرى مع ارتفاع أصوات حركة عالمية تطالب بالعدالة الكونية والإنصاف وتطوير مجالات حقوق الإنسان. في المغرب، اختارت الحركة الحقوقية إحياء هذه المناسبة تحت شعارات مختلفة ومتنوعة في مقاربتها لمجال حقوق الإنسان، إذ اختارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان شعاراً مركزياً «احترام الحريات، دستور ديمقراطي، والحياة الكريمة للجميع»، وأشارت بلاغات الجمعية إلى تشبثها بالنضال مع كافة القوى الوطنية من أجل فرض احترام الحريات الفردية والجماعية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والتأكيد على أهمية إقرار دستور ديمقراطي كمدخل لبناء دولة الحق والقانون ومجتمع المواطنة، وكذا توفير الشروط السياسية اللازمة لقيام بناء مجتمع الكرامة للجميع». من جهتها، تتشبث المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بمقاربتها الداعية إلى محاسبة منتهكي حقوق الإنسان والتقيد بمبدأ عدم الإفلات من العقاب. وأوضحت بوعياش في تصريح للجريدة بأن التجربة المغربية في مجال حقوق الإنسان تؤكد بأن التجربة السياسية غير كافية لتجاوز معيقات حقوق الإنسان، حيث أن الإرادة التي تم ويتم التعبير عنها صراحة، لا تجد صداها ولا ترجمتها في إطار الآليات الادارية والمساطر القانونية ولدى المؤسسات العمومية المعنية وعلى كافة المستويات. وأفادت بوعياش أن مجال الصحافة عرف خروقات إدارية وقرارات تجاوزت القضاء وقراراته التي يجب أن تبقى هي المرجع. وأشارت أمينة بوعياش إلى عدم الانخراط الكلي والشامل للفاعلين السياسيين المغاربة من أجل إقرار إصلاحات سياسية أساسية وضرورية، وطرح حوار وطني لتجاوز معيقات الإصلاح في المجال الديمقراطي، مؤكدة على أولوية إصلاح القضاء، باعتباره ضامناً للحقوق والحريات. وفي ما يخص وضعية حقوق الإنسان بمخيمات تندوف، أوضحت بوعياش تهاون المجتمع الدولي وصمته على الخروقات التي تقع هناك تحت حصار حصين، مؤكدة على أن هناك حزبا واحدا وجمعية واحدة ورأيا واحدا يفرض على المخيمات، وهو وضع وجب على الجميع التحرك العاجل لخلخلته والاهتمام بحقوق الإنسان الاجتماعية والاقتصادية هناك.. ومن جهة أخرى، اختار رفاق أحمد الصبار في المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف يومه الأربعاء الذي يصادف مناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان من أجل عقد مؤتمرهم الثالث تحت شعار: «ما مفاكينش» في إشارة إلى تشبث المنتدى بالحقيقة كاملة في ملف الخروقات التي عرفها مجال حقوق الإنسان بالمغرب، والتي أصبحت تعرف باسم سنوات الرصاص. ويتشبث رفاق الصبار بكشف حقيقة عدد من الملفات التي مازالت عالقة ومحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة. وبعيداً عن المغرب ولمقاربة ما يجري بالأراضي الفلسطينية المحتلة، شدد واصف منصور الإعلامي وعضو المجلس الوطني لحركة فتح في حوار مع «الاتحاد الاشتراكي» على استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بكافة الأراضي الفلسطينية، وأدان الحصار الظالم لقطاع غزة، والذي وصفه بأنه يقطع الأرحام ويفصل الطفل عن أمه والتلميذ عن مدرسته والفلاح عن أرضه، وخلص منصور إلى أن أكبر خرق لحقوق الإنسان هو الاحتلال الذي يمارسه الصهاينة على الشعب والأرض الفلسطينية.