رئيس مقاطعة مولاي رشيد الدارالبيضاء تعد كلمة ” الزفت ” من النقط الحساسة التي يركز عليها كل المرشحون في الانتخابات سواء منها التشريعية أو البرلمانية أو حتى الخاصة بالغرف المهنية و التجارية, مفارقة غريبة.... إذ تتعدد المناسبات و تظل الشعارات نفسها صالحة لكل زمان في بلادنا السعيدة, إلا أن هؤلاء من اختاروا مهمة تمثيل المواطنين نسوا أو بالأحرى تناسوا هاته المهمة النبيلة و أصبحوا يتهافتون وراء مصالحهم الشخصية غير آبهين بالمصلحة العامة , و لم يكلفوا أنفسهم عناء تحقيق ولو جزء يسير من الوعود و الكلام المعسول الذي كان يتفنن فيه مشرحونا أيام حملاتهم الانتخابية, شعارات رنانة و وعود خيالية ...لو تحقق ثمنها لما كان حالنا كما هو عليه. لنأخذ منطقة حي المسيرة 2 كمثال نستشف منه مرارة الواقع المرير و المعاناة اليومية لحي إذا سرت في أزقته يخال لك أنك تسير في زقاق مرت به إحدى الكوارث الطبيعية, منطقة تابعة للمقاطعة الحضرية ) مجرد تسمية فهي أشبه بالقروية) مولاي رشيد هذه المنطقة المستهدفة من طرف برنامج التنمية البشرية, سكانها لا زالوا يحلمون بالزيارة الملكية علها الحل الوحيد للوقوف على مدى هشاشة البنيات التحتية, هاته المنطقة شهدت أيام الحملات الانتخابية صراعات على أشدها, كل المرشحون نزلوا بثقلهم في هذه المنطقة الحساسة أقول الحساسة بكل بساطة لكون نصف أزقتها لم تنل حظها من الزفت لحد الآن الشيء الذي سيعطي فرصة كبيرة للمرشحين في خداع المواطنين, و للأسف الشديد فالمغاربة شعب ضعيف الذاكرة و ينسى بسرعة مآسي الماضي و يستقبل بعبط شديد وعود المستقبل, لا يمكننا أن نتجاهل المبادرة التي كان للمجلس السابق الفضل فيها ألا و هي تزفيت النصف الشمالي للمنطقة الشيء الذي استبشره خيرا ساكنة المنطقة و وجدوا بصيصا من الأمل سرعان ما فقد ليسود الظلام من جديد و يترك المنطقة مقسمة ( نصف مزفت و نصف مزفتة عليه ). لتبادر ساكنة المنطقة إلى بادرة تعبر عن مدى تحضرهم و وعيهم, بادرة قلما نراها, حيث تم جمع توقيعات المئات من المواطنين بهدف إيصال أصواتهم إلى من أسندت إليه مهمة إعادة هيكلة و تأهيل المنطقة سواء المقاطعة أو العمالة أو حتى مجلس المدينة, لكن هيهات و هيهات فمسئولونا يجيدون سياسة الأذن الصماء. لتظل دار لقمان على حالها و تظل معها الأتربة أهم ما يميز المنطقة, و من بين التصريحات الطريفة لبعض سكان المنطقة عندما سألت أحدهم فأجاب مستهزئا ” كنحشم معارض على شي حد, ومين كيجي عندب شي ضيف مكنعرف مندير ” في حين صرح آخر ” خاصني ميزانية غير مع السيراج ” أما الأخير فقال ” وليت معروف كنسكن فحي المسيرة 2 غير من صباطي ”. و من هذا المنبر سكان المسيرة 2 يناشدونكم بضرورة التعجيل لإعطاء الانطلاقة لمشروع إعادة هيكلة و تأهيل المنطقة ليكون هذا هو الحل العادل كيف لا وسيادتكم تنتمون لحزب يتخذ من العدالة اسما له, فهل سيكون هو الآخر مجرد شعار ليتساوى مع شعار الزفت ( العدالة = الزفت ).