مليكة زارا المغربية المولد تلهب حماس الجماهير في نيو يورك بمزيجها الملهم للجاز الذي يجمع الأنغام البربرية والغربية. تجاربها في الترعرع في جنوب المغرب وضواحي باريس مكنتها من خلق لون عالمي ومعاصر يشيد به النقاد والمستمعون على حد سواء. زارا التي تدربت على الموسيقى الفرنسية، وصلت إلى نيو يورك في 2004. وسبرت أغوار كافة الألوان الموسيقية من هاوس ودانس والانجيل والفانك والإفريقية عندما كانت تعمل بانتظام كمغنية. ألبومها الفردي الأول في 2004 "على طريق إيبوني"، يمزج بمهارة الأشكال الموسيقية المعاصرة في أغاني جاز عذبة وممتعة متوجة بكلمات عربية وفرنسية وإنجليزية. زارا جلست مع مغاربية لمناقشة تأثيراتها الفنية وصدور ألبومها الجديد قريبا. مغاربية: ألبومك الفردي لقي الإشادة بسبب مزيجه الانتقائي للتأثيرات الموسيقية الشرقيةوالغربية. كيف تولد اهتمامك بالجاز والفيزيون؟ مليكة زارا: عندما اكتشفت الجاز، فُتنت بحرية التعبير هذه التي تجدها في الارتجال والتي تعتبر بالنسبة لي حلقة وصل بين الموسيقى العربية والإفريقية. مغاربية: الجماهير المغربية لم تألف بعد أعمالك، كيف تفسرين ذلك؟ زارا: لسبب بسيط لأنني لم أحاول حقا الغناء في المغرب بعد لكن أعتقد أن ذلك سيحدث مع صدور ألبومي الجديد. مغاربية: هل تخططين للغناء في المغرب؟ زارا: نعم. أحب أن أغني على منصة مغربية قريبا. لا شك أنه بلد تلعب فيه الموسيقى دورا أساسيا في الحياة اليومية. وآمل أن أغني هنا مع نهاية السنة أو مطلع السنة المقبلة. مغاربية: الانتقال إلى نيو يورك كان بمثابة تحد حقيقي لفنان أجنبي. ما هي التحديات والفوائد التي جلبها لك هذا الانتقال؟ زارا: نيو يورك مدينة لا تصدق فهي تمنح لكل فرد الحرية للتعبير عن نفسه. لهذا شعرت بتحرر كبير. علي أن أقول أنني شعرت بالترحيب. في المرة الأولى التي ذهبت هناك، حظيت بفرصة للغناء، وشجعوني على المزيد لاستشكاف الثقافتين التي أنتمي إليها أي الغناء والارتجال بالعربية والفرنسية. هذه هي المرة الأولى التي يساعدني فيها شخص على النظر إلى ثقافاتي على أنها مكسب. مغاربية: هل خلفيتك الفريدة لها تأثير على غنائك؟ زارا: أكيد، الفن ليس سوى مرآة للفرد. نعم، أنا أستمد شخصيتي وغنائي من ثقافاتي. في البداية، أدركت في سن مبكر أنه عندما تكون الاحتفالات، عادة ما نتناسى مشاكل التمييز. وأدركت بسرعة أن الفن سيكون له أثر كبير جدا. ثم ترعرعت مع والدتي التي كانت تستمع بكثرة للموسيقى المغربية التقليدية في البيت وأيضا أم كلثوم وفريد الأطرش وغيرهما. وعندما كبرت في فرنسا، كانت هناك الموسيقى الغربية أيضا. مغاربية: ما هي الرسالة التي تحملها أغانيك؟ زارا: تقريب الناس من مختلف الثقافات لأنه من خلال الفن يمكننا اكتشاف ما يجمعنا: الجمال والسعادة. عندما يحدث ذلك، نترك جانبا كل الأفكار المسبقة. أتذكر المرة الأولى التي غنيت فيها الجاز التقليدي بكلماتي الخاصة بالدارجة المغربية في مارسيليا، جاء رجل ليخبرني أنه فوجئ بعذوبة اللغة. مغاربية: كونك ترعرعت في ثقافتين مختلفتين فإنك رمز للتعدد الثقافي. ماذا يمكنك قوله للشباب عن قيم الانفتاح في وجه الثقافات الأخرى؟ زارا: أول شيء هو الثقة بالنفس. القيام بكل شيء لتحقيق أحلامك قدر المستطاع. تحقيق كافة المؤهلات الكامنة في كل شخص. أعتقد أن المغاربة منفتحين جدا ببساطة أنهم يحبون الاستماع لمختلف الأنواع الموسيقية من كافة أنحاء العالم. أحسن مثال على ذلك هو كل المهرجانات التي تنظم في المغرب. المغاربة يجيدون اللغات ودائما يبذلون مجهودا لملاقاة الآخرين أينما كانوا. وإذا كانت لديك كل هذه الميزات، وتحاول فعلا تحسين نفسك، فلن تشعر بضرورة الحكم على الآخرين وبالتالي فإنك أكثر انفتاحا. مغاربية: ما هي أهمية الموسيقى بالنسبة للمغاربة؟ زارا: كما ذكرت سابقا، الموسيقى لها حيز في الحياة اليومية بالمغرب. أعتقد أيضا أنها شديدة التنوع فكل منطقة تزخر بأسلوبها الخاص. وتجد الشعبي والموسيقى العربية الأندلسية وكل الألوان الأخرى المستوحاة من الأشكال التقليدية.