الرباط – تعهد وزراء الثقافة ورؤساء وممثلو المنظمات الدولية والإقليمية المشاركون في ختام أعمال المؤتمر الاستثنائي الافتراضي لوزراء الثقافة بالدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بتعزيز مكانة الثقافة في مجتمعات الغد لمواجهة الأزمات والتحديات المستقبلية. وأكد البيان الختامي لهذا المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد أمس الأربعاء بمشاركة 50 دولة و22 منظمة دولية، تحت عنوان “استدامة العمل الثقافي في مواجهة الأزمات من قبيل (كوفيد-19)”، أن المشاركين في هذا اللقاء تعهدوا أيضا بالعمل على دعم وتطوير الثقافة الرقمية، مع تعميق الوعي بأهمية الموروث الثقافي، وتشجيع ثقافة التضامن والتكافل الثقافي. ومثل المغرب في هذا المؤتمر، وزير الثقافة والشباب والرياضة، السيد عثمان الفردوس، الذي استعرض في مداخلته بالمناسبة، عددا من المبادرات الثقافية التي اتخذتها المملكة للتخفيف من انعكاسات الجائحة على القطاع الثقافي، ومنها إطلاق برنامج لدعم منتجي المحتوى الثقافي بقيمة 100 مليون درهم، وإقامة شراكات مع المؤسسات الثقافية الوطنية. وحسب البيان الختامي الذي نشرته الموقع الإلكتروني للمنظمة التي يوجد مقرها بالرباط، فقد أكد المشاركون أيضا على تطوير مشاريع وبرامج ثقافية لتقريب الثقافة من المواطنين في المجال الحضري والقروي، والنهوض بواقع العمل الثقافي والمثقفين من خلال إرساء رؤية جديدة أكثر إبداعا وتطورا وتلاؤما مع التوجهات الكبرى التي تفرض نفسها بقوة على الساحة الدولية، كتعزيز التنوع الثقافي وحماية التراث المادي وغير المادي وتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي. اقرأ أيضا: زعماء أحزاب سياسية ممثلة في البرلمان يدعون إلى تعزيز ثقة المواطنين في الإنتخابات المقبلة وجدد المشاركون في المؤتمر، في البيان الختامي، التأكيد على دعمهم لرؤية المنظمة القائمة على صون التراث الثقافي والحضاري للعالم الإسلامي وحمايته ودعمه وتأهيله للحفاظ على الهوية الثقافية للعالم الإسلامي، وعلى تكريس حقوق الانسان، ومن أبرزها الحقوق الثقافية، التي تسعى المنظمة إلى ضمان استدامتها خاصة خلال الأزمات والكوارث. كما أبرز البيان الختامي أهمية تطوير السياحة الثقافية وتعزيز العلاقة التكاملية بين قطاع الثقافة وقطاع الرياضة في بناء الإنسان، من خلال إعداد منظومة مندمجة من البرامج لفائدة مختلف الفئات المجتمعية. وشدد البيان على أهمية المشروع الاستراتيجي الثقافي الرقمي، الذي قدمته الإيسيسكو كمبادرة استباقية لتدبير الشأن الثقافي في هذه المرحلة، وكبرنامج استشرافي مستدام للعمل الثقافي المستقبلي. وثمن المشاركون في هذا الصدد مبادرة “بيت الإيسيسكو الرقمي” بوصفه منصة معرفية في مجالات التربية والعلوم والابتكار والعلوم الإنسانية، تضمنت برنامج “الثقافة عن بعد”، مؤكدين التزامهم بدعمه وإغناء محتوياته الرقمية، ومحتويات بوابة التراث في العالم الإسلامي والمكتبات الرقمية. وخلص البيان الختامي إلى أن المشاركين في هذا المؤتمر أكدوا التزامهم بالتعاون مع مركز الإيسيسكو للتراث، ولجنة التراث في العالم الإسلامي، في إبراز غنى الموروث الثقافي والحضاري في الدول الأعضاء، والمسارعة إلى تسجيل أكبر عدد ممكن من مواقع التراث المادي.