انطلقت، اليوم الثلاثاء بعمان، أشغال مؤتمر دولي حول موضوع "التنوع الديني.. التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي في ضوء المواطنة المشتركة"، يشارك فيه أزيد من 100 باحث ومختص من 25 دولة من بينها المغرب. ويناقش المؤتمر، الذي ينظمه على مدى يومين، برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، الدور المحوري للقيادات والمؤسسات الدينية في تعزيز التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي ضمن نطاق برنامج عمل إقليمي يأخذ في الاعتبار أولويات وحاجات مجتمعات المنطقة العربية ويسعى إلى فتح قنوات التواصل والتشارك بين فئات المجتمع والتي يمكن تطويرها عبر آليات جديدة. وأكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني، وائل عربيات، خلال افتتاح أشغال المؤتمر، أن التعددية سنة الكون حيث لا يستطيع الإنسان العيش بمفرده أو دون تعاون مع الغير وبالتالي فهو بحاجة إلى الانتفاع من علم وقوة وصلاحيات الآخرين، مبرزا أن التعددية والتعامل مع الآخرين تعطي الجمالية للكون ولكنها تحتاج للترتيب والتنسيق لإظهار هذا الجمال المهم للبشرية. وأضاف أن الحوار بين الجميع يمنع البشرية من الصدام الذي يعود على الجميع بالخسارة، مشيرا إلى أن الدولة المدنية موجودة منذ بداية الإسلام حيث كانت المدينةالمنورة أساسا لها و أوجدت دستور المدينة الذي قبل الجميع واعتبرهم جزءا من الدولة دون النظر إلى دينه أو عرقه أو لونه. من جهتها، قالت زينا علي أحمد، المدير القطري لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الأردن ورئيسة مكتب دعم المكاتب القطرية في المكتب الإقليمي للمنطقة العربية في البرنامج، إن هناك إدراكا "بأننا نظلم تاريخنا وإرثنا إن لم نعمل على نبذ السرديات المتطرفة التي تختصر بها منطقتنا". وأشارت إلى أن هذا الإرث لا يجب أن يشغل عن التحديات العديدة التي ليس بالإمكان معالجتها والتصدي لها من دون فهم معمق للمسببات والمشاكل التي أوصلت إلى الدرك الذي تشهده اليوم لعديد من البلدان الإسلامية ، مؤكدة أنه إدراكا بأهمية دور القادة الدينيين والمنظمات الدينية، يتم العمل مع العديد من الشركاء على إعادة إحياء وتفعيل حوارات التنوع الديني من خلال جهد جماعي يهدف إلى تطبيق أهداف التنمية المستدامة وإلى تحقيق التنمية والسلام والاستقرار. وبدوره، أبرز محمد أبو نمر، كبير مستشاري مركز الحوار العالمي (كايسيد)، دور المركز من خلال شراكاته المحلية والدولية في الحفاظ على التنوع الديني والثقافي في ضوء المواطنة المشتركة بتوفير منصات قد تساعد في إحداث تغيير إيجابي لدعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي وقيم الحوار والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة. وأكد على دعم المركز للأمم المتحدة للوصول إلى غايتها السامية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال مشاريعه مع منظمات الأممالمتحدة المختلفة، داعيا في هذا الصدد إلى اتباع نهج شامل لمواجهة التحديات المعاصرة من خلال مشاركة القيادات والمؤسسات الدينية إلى جانب صانعي القرار وكافة مكونات المجتمع. وأكد السفير الياباني في الأردن، سوئيتشي ساكوراي، على مساهمة اليابان في تعزيز التنوع الثقافي و الحوار في العالم وخاصة في المنطقة العربية، مشيرا في هذا الصدد إلى دعم اليابان في حوار الأديان و في العلميات ضد الإرهاب. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر، حسب الجهة المنظمة، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية، المعروفة بثراء نسيجها الاجتماعي وبغنى تفاعلاتها السياسية والثقافية، في الآونة الأخيرة تصاعدا في وتيرة التطرف لغايات سياسية وانتهازية ضيقة وتدميرية على حساب الوجه التعددي للخطاب الديني وقيم وأسس التسامح والتعددية والتماسك الاجتماعي، وفي فترة باتت فيه إمكانات الشباب في المنطقة العربية معرضة لخطر الاستغلال والتوظيف على يد منظمات متطرفة، بحيث لم يعد العمل على مختلف المستويات لمواجهة جذور التطرف خيارا بل أصبح ضرورة ملحة. ويشارك من المغرب في أشغال هذا المؤتمر كل من محمد بلكبير، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم بالرابطة المحمدية للعلماء، ومنية طراز باحثة بمركز الدراسات والبحوث في قضايا النساء في الإسلام بالرابطة المحمدية. الحدود