بعد مرور ثلاثة ايام عن الاحتفال بعيد الاضحى، مازالت الدارالبيضاء غارقة في أكوام من الأزبال المتراكمة في الشوارع والازقة بجل الاحياء الشعبية، تنبعث منها روائح عطنة، في منظر مقزز . يلاحظ المتجول في جل الاحياء الشعبية بكل مقاطعات العاصمة الاقتصادية، ازبالا متراكمة في كل الزوايا، تحولت معها شوارع وازقة والاراضي العارية، وحتى بعض الحدائق الى مطارح للنفايات الصلبة، ولم تكف الحاويات التي امتلئت عن اخرها لاستيعاب اطنان من الازبال التي تخلصت منها الساكنة، وبعض هذه الحاويات افرغها " البوعارة" من محتوياتها خلال بحثهم عن جلود الأكباش " البطاين" والعظام وغيرها، ونثروها يمنة ويسرة، مما ضاعف من تشويه المنظر واضفى عليه مزيدا من البشاعة، ووسع من دائرة المساحات المتسخة، الشئ جعل حول مدينة الدارالبيضاء الى عاصمة للاوساخ والقادورات، تحلق فوقها الالاف من كل اصناف الحشرات، وتنبعث منها روائح نتنة تزكم الانوف، مما ينذر بانتشار امراض الجهاز التنفسي كالحساسة والربو، والامراض الجلدية وغيرها. ورغم المجهودات المضاعفة التي بدلها مستخدمو الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة وتطهير النفايات الصلبة، وصعب من ماموريتهم، غياب الاكياس البلاستيكية التي كانت تساعد شيئا ما في حفظ تلك الازبال ملفوفة، زد على ذلك غياب الوعي بخطورة الثلوت البيئي لدى ساكنة اكثر المدن المغربية كثافة سكانية، ناهيك عن الغياب الكلي للفعاليات والهيئات الجمعوية التي جعلت من البيئة ونظافتها اهم اهدافها، في الوقت التي ينتظر ان يصبح فيه المغرب قبلة للدعوة الى المحافظة على البيئة على بعد شهرين من احتضان مدينة مراكش لمؤتمر " " COP22″. هذا، ورغم الحملات التحسيسية بضرورة المحافظة على البيئة التي واكبت حملة زيرو ميكا، والاعداد ل" COP22″ فانها لم تجد ادانا صاغية لدى سكان العاصمة الاقتصادية، الشئ الذي يتطلب معه اتخاذ اسلوب اكثر صرامة، وسن قانون زجري ضد كل مخالف، اسوة بباقي الدول التي اصبح فيها الحفاظ على الجانب البيئي ونظافة الشارع العام والساحات العمومية هاجسا كبيرا لدى مواطنيها، واصبح سلوكا حضاريا راسخا في تصرفاتهم اليومية.. الحدود