تعمد بعض المصانع، الكبيرة منها أو الصغيرة، بالدارالبيضاء، إلى رمي نفاياتها في الأماكن أو الساحات الفارغة ، المحاذية /القريبة من مكان تواجدها، أوالتي تبعد عنها، غير عابئة بالمخاطر التي تنجم عن تلك النفايات، سواء كانت هذه النفايات صلبة أو سائلة ، قابلة للاشتعال أم سامة، المهم بالنسبة للذين يُقدمون على هذا الفعل هو التخلص منها وبأي طريقة ودون تكاليف إضافية، معولين في ذلك على «البوعارة» الذين يجوبون تلك الأماكن، من أجل جمع نفايتهم السامة والمضرة بالبيئة! وما ينبغي إثارته هنا ، أن هذه النفايات تعتبر غير صالحة لهؤلاء «البوعارة»، إذ أنها لا تباع في سوق الخردوات، فتظل متراكمة في مجموعة من الأراضي الفارغة غير المبنية ، مما يجعلها مصدر أخطار بيئية تهدد سكان الأحياء المجاورة، سواء تعلق الأمر بمنطقة صناعية أو سكنية، إضافة إلى تهديدها للفرشة المائية، ناهيك عما ما ينبعث منها من روائح كريهة، أوأدخنة حين يعمد أصحابها أو غيرهم إلى حرقها للتخلص منها! أمام هذا الوضع تطرح عدة أسئلة عن دور الجهات المختصة في حماية البيئة بالدارالبيضاء، وكذلك دور السلطات المعنية بمراقبة المصانع والمعامل التي تنتج مواد من شأنها الإضرار بالبيئة إذا لم يُحسن التعامل مع نفاياتها؟! هذا النوع من النفايات يشكل، أيضا، خطرا على الأطفال الذين قد يتعرضون أثناء اللعب بها، إلى تسمم أو «أذى»، كما وقع في بعض من المناطق / الدواوير القريبة من الدارالبيضاء. وكانت مصالح الوقاية المدنية قد سجلت سنة 2008 ما مجموعه 1119 حريقا في الأماكن الخضراء أو الخالية، من غير المستبعد، حسب بعض المصادر، أن يكون لمثل هذه النفايات «حضور» في تسببها؟!