اكد الرائد عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا الى الجامعة العربية المستقيل، في حديث صحافي نشر امس ان الزعيم معمر القذافي «اسوأ من صدام حسين»، الرئيس العراقي السابق، متوقعا سقوط نظامه «خلال ايام» وان يكون ذلك «مكلفا لليبيا والليبيين». وجاء كلام الهوني، العضو السابق في مجلس قيادة الثورة الليبية، في مقابلة مع صحيفة «الحياة» الصادرة في لندن وبيروت، تحدث فيها عن «عمليات تصفية» قام بها نظام القذافي وشملت وزير الخارجية الليبي السابق منصور الكيخيا ومعارضين ومحاولة اغتيال الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز. وقال الهوني ردا على سؤال عن تفكك نظام القذافي «اعتقد ان المسألة مسألة ايام وليس اكثر. للاسف اعتقد في الوقت نفسه ان الامر سيكون مكلفا لليبيا والليبيين، فهذا الرجل يمكن ان يقدم على اي شيء وكل شيء». واستبعد وقوع حرب اهلية، وقال «اعتقد اننا سنشهد مجازر فظيعة». ورأى ان القذافي «حسم امره: إما قاتل وإما قتيل». ووصف الهوني الزعيم الليبي بانه «اسوأ من صدام حسين. انه اسوأ بكثير. يخيل الي ان صدام حسين كانت لديه بقية من عقل، هذا الرجل ليس لديه اي عقل او تعقل». وقال ان القذافي «خطط لاغتيال الملك عبدالله بن عبد العزيز»، اكثر من مرة، من دون اعطاء تفاصيل. وروى ان وزير الخارجية الليبي السابق منصور الكيخيا «اعطي حقنة في منزل» مندوب ليبيا السابق الى الجامعة العربية ابراهيم البشاري في القاهرة العام 1992، ثم نقل الى ليبيا برا حيث قتل، مؤكدا ان البشاري قتل في وقت لاحق «في حادث سيارة مفتعل». كما اكد ان نظام القذافي قتل المعارض الليبي عمر المحيشي، وان القذافي قال له شخصيا «المحيشي مجرم وافشى اسرار الجيش الليبي. أخضعه الضباط الاحرار لمحاكمة عسكرية ونفذوا فيه حكم الاعدام. انا ما ليش علاقة». وفي المقابلة نفسها، اكد الهوني ان الامام موسى الصدر، الشخصية الشيعية اللبنانية البارزة، «قتل خلال زيارته الشهيرة الى ليبيا ودفن في منطقة سبها في جنوب البلاد». وقال «كان عديلي طيارا يقود طائرة القذافي واسمه نجم الدين اليازجي وكان برتبة مقدم». ونقل عن افراد اسرة اليازجي ان هذا الاخير «كلف بنقل جثة الامام الصدر لدفنها في منطقة سبها. وبعد فترة وجيزة من تنفيذه المهمة، تعرض اليازجي بدوره للتصفية على ايدي الاجهزة الليبية لاخفاء السر». وتحمل الطائفة الشيعية في لبنان النظام الليبي بزعامة القذافي مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد في ليبيا للمرة الاخيرة في 31 اب 1978 بعد ان كان وصلها بدعوة رسمية في 25 اب مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، الامر الذي تنفيه ليبيا. وفي آب 2008، وجه القضاء اللبناني اتهاما الى الزعيم الليبي بالتحريض على «خطف» الصدر بما يؤدي الى «الحث على الاقتتال الطائفي»، وهي تهمة تصل عقوبتها الى الاعدام. وكان الهوني شريك العقيد معمر القذافي في حركة «الفاتح من سبتمبر» في 1969. وشغل مناصب عدة بينها وزارة الداخلية ووزارة الخارجية ومديرية المخابرات الليبية، وانتقل الى المعارضة بعد بضع سنوات من تسلم القذافي السلطة احتجاجا على سياسات الثورة. ثم عاد الى ليبيا في التسعينات وتصالح مع القذافي الذي طلب منه ان يشغل منصب مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية. واستقال الهوني من منصبه الجمعة «احتجاجا على عمليات القمع والعنف ضد المتظاهرين»، معلنا انضمامه «الى صفوف الثورة». في غضون ذلك اكد وزير العدل الليبي السابق مصطفى عبد الجليل لصحيفة اكسبرسن السويدية امس ان الزعيم الليبي معمر القذافي امر بتنفيذ تفجير لوكربي في 1988. وقال الوزير الذي استقال الاثنين «لدي الدليل بان القذافي امر بتنفيذ اعتداء لوكربي». وكان تفجير طائرة بانام فوق لوكربي في اسكتلندا اسفر عن مقتل 270 شخصا في 21 كانون الاول 1988. وفي 2001 حكم على الليبي عبد الباسط المقرحي بالسجن المؤبد في اطار هذه القضية.