أعرب الرائد عبد المنعم الهوني، العضو السابق في مجلس قيادة الثورة الليبي، عن اعتقاده بأن سقوط نظام العقيد معمر القذافي بات مسألة ايام، لكنه توقع ان يكون الأمر مكلفاً، «لأن هذا الرجل يمكن أن يُقْدِم على كل شيء وأي شيء»، داعياً الى محاكمته «إذا خرج حيّاً من المعركة التي يخوضها ضد إرادة شعبه». وكان الهوني يتحدث الى «الحياة» بعد أيام من استقالته من منصب مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية وانضمامه الى حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده. وفي استعراض لبعض المحطات الساخنة في عهد القذافي، أكد الهوني ان الإمام موسى الصدر، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، قُتل خلال زيارته الشهيرة لليبيا في آب (اغسطس) 1978 ودُفن في منطقة سبها في جنوب البلاد. وكشف أن عديله المقدم الطيار نجم الدين اليازجي، الذي كان يتولى قيادة الطائرة الخاصة للقذافي، كُلِّفَ نقل جثة الإمام الصدر الى منطقة سبها، وقُتِلَ بدوره بعد فترة قصيرة من تنفيذ المهمة للمحافظة على سرية الجريمة. وقال ان اسرة اليازجي كانت على علم بالمهمة التي أُوكلت اليه. يُذكر ان السلطات الليبية كانت زعمت ان الإمام الصدر غادر ليبيا الى إيطاليا بعد لقائه القذافي. وقال الهوني ان حادث السير الذي أدى الى مقتل المسؤول السابق للمخابرات الليبية ابراهيم البشاري كان مدبراً. وذكر ان السلطات اشتبهت في أن يكون البشاري وراء تسريب أسماء الليبيين الذين ضلعوا في تفجير طائرة «يوتا» فوق النيجر، ولأنه كان يملك بالتأكيد معلومات عن تفجير الطائرة فوق لوكربي. وأضاف ان السلطات الليبية وافقت على دفع تعويضات لذوي ضحايا تفجير لوكربي بعدما هددها عبد الباسط المقرحي بكشف كل أسرار العملية اذا لم تقم طرابلس بما يضمن إخراجه من سجنه في إسكتلندا، وهو ما حصل. وقال ان وزير الخارجية السابق منصور الكيخيا وقع في فخ نصبه له النظام الليبي. وأضاف ان الكيخيا استقبل عشية توجهه الى مصر السيد احمد قذاف الدم، الذي أبلغه ان شخصاً سيتصل به لدى وصوله الى مصر لمحاورته وتحقيق مطالبه. وقال ان الكيخيا تلقى اتصالاً بعد وصوله الى القاهرة ودعي الى حوار في منزل السفير الليبي آنذاك إبراهيم البشاري، وهناك تم حقنه بمادة مخدِّرة وتولت سيارة تحمل لوحة ديبلوماسية نقله الى داخل الاراضي الليبية حيث لاقى حتفه. وذكر الهوني، الذي كان الى جانب القذافي في تنفيذ عملية الاستيلاء على السلطة في 1969، ان القذافي يدير البلاد مع أولاده وحفنة لا يزيد عددها على عشرين شخصاً. وأكد أن الزعيم الليبي يعتبر نفسه مكلفاً «مهمة إلهية»، وأنه يكره أي زعيم يمكن ان يثير اهتمام الصحافة والمصوّرين. وتحدث الهوني عن علاقات القذافي بعدد من الزعماء في العالم.