كلنا مغاربة عندما يحاول أي كان إلحاق الأذى بشعب المملكة المغربية الشريفة، وبقيمه وثوابته وصورته الحضارية وبسمعته وصيته وعزته وإبائه.. أقول كلنا مغاربة لأن المغرب في قلوبنا وعقولنا حضورا راسخا وخالدا جذّره التاريخ وعمّقته الجغرافيا وأنارته الأيام والليالي، بما أدركناه من رفعة وسمو ونبل الشعب المغربي بقيادته الحكيمة وبرجاله ونسائه وإرثه وتراثه وعاداته وتقاليده، وبثقافته ومثقفيه وإبداعه ومبدعيه وفكره ومفكريه.. والمغرب حضارة ومنارة للشعوب والأمم، ومن حق المغاربة أن يفاخروا بأنهم يعلّمون الذوق والجمال والحكمة والأصالة والرقي والسمو لمن يفتقد إلى هذه القيم وغيرها. أقول هذا ردا على ما أورده مسلسلان، الأول كارتوني كويتي والثاني مصري، من إساءة متعمدة للمرأة المغربية وتقديمها في صورة المنحلّة أخلاقا وسلوكا. ولنبدأ من الكويت التي تفتقت قرائح بعض صانعي الصورة فيها على أسلوب ساقط لإيذاء المغاربة، من خلال مسلسل كارتون رمضاني يحمل عنوان "بو قتادة وبو نبيل"، أظهر ماجدات المغرب على أنهن خطّافات رجال، وساحرات ومشعوذات، مما يعبر عن جهل مدقع بمآثر وأمجاد وكرامة المرأة المغربية، ويخفي في ثناياه نظرة عنصرية حاقدة ممن يعتقدون أنهم يمتلكون الثروة والنفوذ المادي، نظرة سبق لها وأن مسّت ماجدات العراق، وأساءت الظن بالمجتمعات العربية المتحررة من قيود الظلام والجهل والتخلف؛ وها هي اليوم تصيب آخر نقطة في أرض العروبة وتسيء إلى قلعة من قلاع الأمة، وإلى شعب عريق جمع بين أمجاد العرب والبربر والأندلس، وأضاف إلى الإنسانية علما وعملا وعمرانا وفكرا وثقافة وصالح أعمال.. أما مسلسل "العار" المصري، فقد حاول هو الآخر تقديم المرأة المغربية بشكل مؤذ، من خلال دور جسّدته- للأسف- ممثلة شابة من المغرب، لم تحاول أن تقرأ خلفيات الصورة التي أرادها لها أصحاب العمل، ليتحاملوا من ورائها على شعب أصيل ليس من حق أحد أن يخصّه بما يمكن تعميمه على مختلف الشعوب. إن من حق المغاربة أن يغضبوا وأن يثوروا ضد كل إساءة متعمّدة تستهدف كرامتهم، ومن حقهم أن يردوا الصاع صاعين، وهم الذين يمتلكون طاقات مبدعة في كل مجالات الفن والإعلام، وأن ينتصروا لشرف المرأة المغربية التي حققت من المكاسب والحقوق ما لم تحققه نساء مصر والكويت؛ وعلى المغربيات أن يفخرن بوطنهن الرائد الذي ما انفك يحقق إنجازات عظمى مع إطلالة كل يوم جديد؛ وعلى أبناء المغرب العربي الكبير أن يوحدوا طاقاتهم للدفاع عن أنفسهم، ولمواجهة عنصرية اللاعبين على وتر الإقليمية المقيتة، والعابثين بأواصر القربى بين أبناء العروبة والإسلام. وكلما جد الجد واتضحت صورة المتعدين على كرامة المغرب الشريف، نصبح مغاربة مثلما نحن مغاربيون، لنقول إن ما يمس المرأة المغربية يمس شعوبنا جميعا.. ولنواجه بصلابة وقوة تلك النظرة العنصرية التي تستهدف الجميع ولا تستثني أحدا.. كاتب صحفي من تونس