على إثر القرار الذي اتخذته السلطات العمومية في الشهر الماضي بطرد مجموعة من المبشرين المسيحيين، الذين استغلوا حاجة و جهل بعض أطفال المغرب القاصرين لصرفهم عن دينهم، صدرت ردود فعل مختلفة داخل و خارج البلاد. و من آخر هذه الردود ما أصدره المجلس العلمي الأعلى حيث بعث رئيسه الأستاذ محمد يسف رسالة موقعة من سبعة آلاف من علماء المملكة إلى جلالة الملك أمير المؤمنين يؤيدون فيها قرار السلطات العمومية ضد المنصرين رفع الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى, الأستاذ محمد يسف, إلى جلالة الملك أمير المؤمنين محمد السادس, رسالة ممضاة من طرف سبعة آلاف من علماء المملكة يجددون فيها «ولاءهم الدائم, وتعلقهم المتين بأهداب العرش العلوي المجيد, ومولانا الإمام صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس حفظه الله, معربين عن تأييدهم المطلق واعتزازهم الكبير, بالمواقف والقرارات الفذة والتاريخية, التي اتخذتها السلطات العمومية لإحباط المشروع الدنيء لفئة المنصرين, الذين اتخذوا من العمل الإنساني ذريعة لمحاولة صرف بعض أطفال المغرب عن دينهم وعقيدتهم, مستغلين براءتهم وعدم قدرتهم على تمحيص ما يلقى إليهم.» و بعد أن أوضحت الرسالة «أن علماء الأمة, وهم يؤمنون إيمانا راسخا بقيم الحرية بكل تجلياتها, وبألا إكراه في الدين أيا كان شكله, ليعتبرون هذا التصرف الشنيع اغتصابا معنويا, وإرهابا دينيا, واختطافا سريا لأطفال أبرياء», مستغربين أن يصدر هذا الاستغلال المقيت وهذا العدوان السافر على أهل هذا البلد الأمين الذين عرفوا, عبر مختلف العصور, بتسامحهم الكبير مع أهل الأديان الأخرى, ومعاملتهم إياهم بالحسنى ماداموا يحترمون مقدسات وثوابت هذا البلد وعقيدته, ويعملون في إطار ضوابطه القانونية, واحترام مؤسساته. و جدير بالذكر أن السلطات العمومية المغربية كانت قررت خلال شهر مارس الماضي طرد و ترحيل عدد من المواطنين الأمريكيين الذين كانوا يمارسون التنصير و صرف المواطنين المغاربة عن دينهم، خاصة الأطفال منهم، مستغلين حاجتهم و جهلهم و هو ما اعتبرته السلطات العمومية اعتداء علي براءة الأطفال. و قد أثار هذا القرار الأول عدة ردود فعل من طرف منظمات تدعي حماية حقوق الإنسان ، مما دفع المغرب إلى تصليب موقفه و طرد موجة ثانية من هؤلاء المبشرين وأكد العلماء أن هذه القرارات الحاسمة بقدر ما أشاعت الرضا والإكبار في نفوس كافة رعايا صاحب الجلالة, فقد وطدت كذلك الاطمئنان على مستقبل عقيدة الأمة المحمية بحماية الله, والمحروسة بعين إمارة المؤمنين التي كانت على الدوام درعا حصينا, وحمى منيعا, وملاذا أمينا لقيم العدل والتسامح, والتعاون على كل ما هو خير, والتناهي عن كل ما هو فساد وشر. وفي ختام رسالتهم, جدد العلماء «تعبئتهم الدائمة, وتجندهم المستمر وراء أمير المؤمنين, لمواصلة القيام بما هو منوط بهم في تعبئة وجدان الأمة, وإلهاب حماسها, وترصيص صفوفها, لحراسة الثغور من كل عدوان يهدف إلى العبث بمقدسات الأمة تحت أي ذريعة أو عنوان؛ ضارعين إلى المولى جلت قدرته أن يحرس أمير المؤمنين في غدوه ورواحه, وأن يجعل النصر معقودا بلوائه, وأن يريه في ولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن, ما ينشرح به صدره, وتقر به عينه, وأن يشد عضد جلالته بشقيقه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد, وبسائر آل بيته الطيبين الأطهار, وبشعبه الوفي الأمين, إنه سميع مجيب الدعاء.»