قامت السلطات المغربية مؤخرا باتخاذ قرارات طرد خارج التراب الوطني في حق بعض الأجانب من جنسيات مختلفة وذلك على خلفية ثبوت قيامهم بأعمال منافية للقوانين الجاري بها العمل. و بمكناس أقدمت مصالح الشرطة بمكناس أول أمس الاثنين على طرد أجنبى على خلفية اتهامه بالتبشير بمنطقة عين اللوح. وأوضحت مصادر مطلعة أن الاجنبى الذي يدعى ر. دافيد (45 سنة ) يقيم بمدينة مكناس منذ 15 سنة وهو أب لأربعة أطفال و يدير مكتبة لبيع الكتب الانجليزية بشارع الأمير عبد القادر بالمدينة الجديدة . وتضيف نفس المصادر أن الاجنبى سبق و اتخذ في حقه قرار بالطرد قبل زهاء الخمس سنوات إلا أن تدخل مصالح سفارته حال دون تنفيذه. وتؤكد ذات المصادر أن المتهم تدوول اسمه من بين 15 اسما آخر لبعض الأجانب اللذين تم ضبطهم بعين اللوح يقومون بأنشطة تبشيرية تنصيرية تستهدف بالأخص الفئات الاجتماعية المعوزة لاعتناق المسيحية تحت غطاء تقديم بعض المساعدات المادية وكان بلاغ لوزارة الداخلية قد أكد أن السلطات المغربية أصدرت قرارات تقضي بطرد مجموعة من الأجانب من جنسيات مختلفة خارج التراب الوطني بعد ثبوت قيامهم بأنشطة تبشيرية موجهة الى أطفال مغاربة قاصرين من أسر معوزة تحتضنهم مؤسسات خيرية يشرف عليها ما لا يقل عن 16 شخصا من الأجانب الناشطين في مجال التنصير تحت غطاء أعمال الرعاية الخيرية . وذكر مراسلنا بإفران محمد الخولاني أنه إثر توصل النيابة العامة برسائل مجهولة حول نشاط بعض المبشرين قام الدرك بتنسيق مع عناصر الاستعلامات العامة بتحريات ومتابعة الملف ، وتوصلت إلى ضبط عناصر تبشر بالمسيحية بقرية الامل بتوفصطلت ، التي تحتضن أطفالا مهملين كان من ضمنهم طفل يبلغ من العمر عامين مصاب بالسيدا تم استقدامه من الرباط . وقبل إحداث هذه المؤسسة كانت سيدتان أمريكيتان تقومان برعاية الأطفال المتخلى عنهم وهما إيماجين كواتس ووالين دوران ELLEN DORAN الأولى ماتت سنة 1995 ، وهي تبلغ من العمر 85 سنة والثانية عادت إلى بلدتها مينيسوتا بالولايات المتحدة . من جهته اعتبر الباحث في شؤون التنصير الدكتور محمد السروتي في تصريح خص به «العلم »أمس الثلاثاء أن الوتيرة المتسارعة لتفكيك السلطات المغربية لخلايا منظمة من أجانب يمارسون نشاط التنصير يعطي الانطباع بأن الأمور تتطور الى وضع منذر يبعث على القلق بعد الحالات المسجلة منذ فترة قريبة بكل من افران و مراكش و السعيدية و غيرها ، و هو ما يطرح أكثر من تساؤل حول جدوى المقاربة الأمنية لوحدها لمحاصرة الظاهرة المتشعبة بفعل ظروف إجتماعية خاصة . وربط الأستاذ السروتي التطور المقلق للوضع بضغوط تمارس من طرف أطراف خارجية على دول كالجزائر لحملها على مراجعة القوانين الجاري بها العمل و المرتبطة بشروط ممارسة الشعائر الدينية بالقطر المجاور بالاضافة الى معلومات تتعلق بأنشطة مريبة سابقة لجماعات من المبشرين بالعديد من المناطق المغربية و خاصة بمنطقة الريف قريبا من مدينة مليلية المحتلة تحت غطاء الرعاية الصحية للمشردين و الفقراء بأحد المراكز الاستشفائية المحلية . وعن استهداف النشاط التبشيري لشريحة الأطفال و القاصرين المغاربة ألأكد الدكتور السروتي أن هذا الواقع يندرج ضمن مشروع " البشارة للأطفال " الذي سطرته منظمات كاثوليكية دولية بامكانيات مالية ضخمة وسطرت له مجموعة من الأهداف،تعمل جاهدة وبكل الوسائل المتوفرة لتكون المعرفة المسيحية العربية للأطفال سهلة التناول وواسعة الانتشار وإمكانية الحصول عليها بتكلفة بسيطة بغرض تأمين فضاء مسيحي واع ومتنور للأطفال يوظف وسائل بيداغوجية مبسطة لايصال التعاليم المسيحية للأطفال و القاصرين عبر القصص و وسائل الايضاح العصرية من أقراص ممغنطة وباستعمال اللغات المحلية من عربية و أمازيغية بشروحات مصورة و أسلوب بسيط للفهم ،و أضاف الباحث أن هذا المشروع أصدر لحد الساعة ما لا يقل عن 360 مؤلف يستلهم مواضيعه من قصص الانجيل و بثها بدور الأيتام و الحضانات و مؤسسات التعليم الأولي متسائلا حول الظروف التي مكنت هؤلاء الأجانب من الاشراف على مراكز الرعاية الاجتماعية بالعديد من مناطق المغرب ودور السلطات المختصة في مراقبة هذه المراكز الخاضعة لقوانين و أعراف خاصة .