أعرب سبعة آلاف من علماء المغرب في رسالة جماعية، عن تأييدهم المطلق واعتزازهم الكبير، بالمواقف والقرارات الفذة والتاريخية، التي اتخذتها السلطات العمومية لإحباط المشروع الدنيء لفئة المنصرين، الذين اتخذوا من العمل الإنساني ذريعة لمحاولة صرف بعض أطفال المغرب عن دينهم وعقيدتهم، مستغلين براءتهم وعدم قدرتهم على تمحيص ما يلقى إليهم. واعتبر العلماء هذا التصرف الذي وصفوه بالشنيع، اغتصابا معنويا وإرهابا دينيا واختطافا سريا لأطفال أبرياء، مؤكدين على إيمانهم إيمانا راسخا بقيم الحرية بكل تجلياتها. واستغرب علماء المغرب في الرسالة التي رفعها يوم الجمعة المنصرم الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى أحمد يسف إلى الملك محمد السادس أن يصدر هذا الاستغلال المقيت، وهذا العدوان السافر على أهل هذا البلد الأمين الذين عرفوا، عبر مختلف العصور، بتسامحهم الكبير مع أهل الأديان الأخرى، ومعاملتهم إياهم بالحسنى ماداموا يحترمون مقدسات وثوابت هذا البلد وعقيدته، ويعملون في إطار ضوابطه القانونية، واحترام مؤسساته. وأكدوا أن هذه القرارات الحاسمة بقدر ما أشاعت الرضا والإكبار في نفوس كافة رعايا صاحب الجلالة، فقد وطدت كذلك الاطمئنان على مستقبل عقيدة الأمة المحمية بحماية الله، والمحروسة بعين إمارة المؤمنين التي كانت على الدوام درعا حصينا، وحمى منيعا، وملاذا أمينا لقيم العدل والتسامح، والتعاون على كل ما هو خير، والتناهي عن كل ما هو فساد وشر. وتأتي هذه الرسالة بعد طرد السلطات المغربية خلال شهر مارس المنصرم عددا من المنصرين من بينهم 16 اتهموا باستغلال العمل الخيري في دار للأيتام بعين اللوح من أجل تحويل هؤلاء الأطفال عن دينهم. ووفقا لمصادر التجديد فقد بدأت الاستعدادات لهذه الرسالة منذ نهاية مارس المنصرم، إذ اجتمع الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى أحمد يسف برؤساء المجالس العلمية الذين كانوا في الرباط يوم الجمعة 26 مارس ,2010 للمشاركة في الحفل الديني الذي ترأسه الملك محمد السادس إحياء للذكرى الحادية عشرة لوفاة الملك الحسن الثاني. وطلب يسف من رؤساء المجالس العلمية أن يوافوه في أقرب وقت بأسماء العلماء في دائرة نفوذهم، ثم طلب من كل مجلس تحرير رسالة مضمونها يتركز في نقطتين تثمين خطوات السلطات المغربية في مجال محاصرة التنصير والتنديد بمحاولة المنصرين زعزعة عقيدة أطفال مغاربة، وتم بعد ذلك الاتصال بالمعنيين لجمع التوقيعات. والموقعون على هذه الرسالة التي تم الإعلان عنها رسميا الجمعة المنصرم هم إلى جانب 560 عالما وعالمة من أعضاء المجالس العلمية، أساتذة جامعيون وخطباء مساجد ودعاة ووعاظ وعدول وخريجو جامعة القرويين وأساتذة في التعليم الثانوي ومفتشون ومديرو مدارس وقضاة، ويشترط فيهم أن يحملوا الصفة العلمية، أي أن يكون لهم تكوين ديني، وقد تطلب الأمر قرابة أسبوع لجمع التوقيعات قبل إرسالها إلى الكتابة العامة للمجلس العلمي الأعلى ورفعها إلى الملك محمد السادس. من جهة أخرى يعتزم المجلس العلمي الأعلى عقد دورة أبريل في الدارالبيضاء يومي الجمعة والسبت 16 و17 أبريل 2010 في الدارالبيضاء، ووفقا لمصادر التجديد فسيكون موضوع التنصير حاضرا بقوة في نقاشات أعضاء المجلس.