ذكر تقرير حقوقي الأربعاء أنه لم يعد في مقدور الحكومات العربية مواجهة ثورة نشطاء الانترنت بسبب القفزات التكنولوجية الحديثة التي يمكنها التغلب على لجوء هذه الحكومات إلى حجب المواقع والمدونات. وقال التقرير، الذي أعلنت عنه الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان في مؤتمر صحافي الاربعاء بمقر نقابة الصحافيين المصريين وسط القاهرة تحت عنوان شبكة اجتماعية واحدة ذات رسالة متمردة، تحركت كرة الثلج ولم يعد في الإمكان وقفها وفي تحركها لن تظل على حالها، أو حجمها، بل سوف تتضخم وتطيح في طريقها بما كان يمثل عقبة كبيرة في السابق. وأضاف التقرير، الذي يتناول حرية استخدام الانترنت في 20 دولة عربية، لم تكد الحكومات العربية تفيق وتلتقط أنفاسها مما سببه لها المدونون من صداع مزمن حولهم لشوكة في حلقها، حتى فوجئت بوسيلة أخرى أتاحتها لهم شبكة الانترنت وهي فيس بوك. وانتقد التقرير، الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه، الملاحقات الأمنية والقضائية التي يعانيها المدونون، واصفا إياها بأنها نوع من الثأر تقوم به الحكومات. وتابع التقرير أنه: لا تجد الحكومات العربية وأجهزة الأمن التابعة لها بدا من عقاب هؤلاء النشطاء على ما نشروه ليتحول الى نوع من الثأر، محذرا من تزايد أعداد المدونين ونشطاء الانترنت الذين يتعرضون لملاحقات أمنية وقضائية. وذكر التقرير أن عدد مستخدمي الانترنت العرب بلغ نحو 58 مليون مستخدم، وعدد مستخدمي موقع فيس بوك الاجتماعي نحو 12 مليون عربي، فيما بلغ عدد المدونات العربية حوالى 600 الف مدونة، بينها 150 ألفا تعد مدونات نشطة. وأوضح أن عدد مستخدمي الانترنت في مصر بلغ نحو 15 مليون شخص، في حين جاء أقل عدد لمستخدميه في موريتانيا، حوالى 60 ألف مستخدم، وجاءت الجزائر لتحتل المركز الاول في عدد مقاهي ونوادي الانترنت، بحوالى 16 الف مقهى انترنت. وكانت أكثر الدول العربية استخداما لموقع فيس بوك هي مصر ولبنان والجزائر. وقال التقرير إن السعودية وتونس أشد الدول فرضا للرقابة على استخدامات الانترنت، كما أن مصر أشد الدول قمعا لنشطاء الانترنت، مصنفا السعودية بأنها أكثر الدول العربية التي يبث منها مواقع متشددة. وأضاف التقرير أن التدوين أعطى فرصة للمجموعات السياسية والدينية المختلفة في التعبير عن وجهة نظرهم وطرح قضاياهم على الرأي العام العربي، موضحا أن المدونين العرب نجحوا في لعب دور جوهري في الساحة السياسية. واعتبر التقرير موقع فيس بوك أكثر الثورات التكنولوجية التي تعجز الحكومات العربية على مواجهتها. وقال لو كان الفيس بوك دولة، لأصبحت أكبر رابع بلد من حيث عدد السكان في العالم، ويحكمها شاب في الخامسة والعشرين من العمر. القدس العربي