أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تقريرها الثالث مؤخرا (دجنبر 2009) عن حرية استخدام الإنترنت في العالم العربي تحت عنوان "شبكة اجتماعية واحدة، ذات رسالة متمردة"، ويتناول التقرير الذي يصدر بعد ثلاثة أعوام من التقرير الثاني، أوضاع حرية استخدام الإنترنت في 20 دولة عربية من ضمنها المغرب. وقد جاء التقرير مقسما إلى جزأين. الأول يحمل عنوان الإنترنت والاتصالات العربية 2009 معلومات و أرقام، وهو كما يوحي عنوانه يحتوي معلومات وأرقام عن وضع حرية الإنترنت في العالم العربي، قبل أن يمر للتحدث بالتفصيل عن كل دولة على حدة. و الجزء الثاني بعنوان أدوات نشطاء النت العرب والتي يستعملونها في نضالهم الرقمي، وهي المدونات، الفيس بوك، يوتيوب، تويتر والفليكر. وسنحاول هنا جرد أهم ما جاء في هذا التقرير، مع التركيز على الجزء المخصص للمغرب. معلومات وأرقام عن وضع حرية الإنترنت في المغرب والعالم العربي تصدر هذا الجزء بعض الأرقام المهمة الخاصة بدول الوطن العربي، والتي تدل في مجموعها على نمو هائل في قطاع الاتصالات والنت. ومنها أن عدد مستخدمي النت العرب هو 58 مليون، وأن المسجلين في الموقع الاجتماعي الفايسبوك www.facebook.com في العالم العربي هو 12 مليونا، وأن لدينا 150 ألف مدونة ناشطة. كما تصدرت السعودية ومصر وتونس قائمة الدول الأشد رقابة وقمعا لنشطاء الإنترنت digital-activists . وبخصوص المغرب، فقد تصدر الدول التي تقدم أفضل الخدمات، وأكثر الدول التي تبث منها مواقع علمانية. كما قال التقرير أن أفضل تجارب تجمعات المدونين والمناضلين الرقميين هي من نصيب المغرب. ويتحدث التقرير أيضا عن فشل حكومي في إحداث تغييرات على المستويات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والإعلام خصوصا النت، وهو الأمر الذي نجح فيه النشطاء، حيث شبه التقرير الحركية الرقمية بكرة الثلج التي تكبر شيئا فشيئا، ابتداء من المدونات التي شكلت في البداية التحدي الرئيسي للحكومات وانتهاء بموقع الفايس بوك. هذه الحكومات التي لا تحترم حرية التعبير ولا تدعم حق الوصول إلى المعلومة، وتكتفي بدور التاجر ورجل الأمن، بينما يناضل النشطاء الرقميون من أجل توسيع الهامش الديمقراطي وتسليط الضوء على فساد وقمع هذه الحكومات والأنظمة الديكتاتورية. المغرب: حرية، مدفوعة الثمن بهذا العنوان صدر تقرير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الجزء الخاص بالمغرب. وهو عنوان يعترف للمغرب بإنجازته في مجال حقوق الإنسان مثل الإفراج عن المعتقلين وتوسيع هامش الحرية السياسية، ومراجعة بعض القوانين المخلة بحقوق المرأة، وتأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة من أجل معالجة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. في المقابل، أشار التقرير بأن المغرب يعرف تراجعا خلال السنتين الأخيرتين، وكان أهم ملامحها حل أحزاب، وتأسيس أخرى (حزب صديق الملك) استطاعت الهيمنة على الحقل السياسي المغربي خلال مدة قياسية، وتنامي الاحتجاجات الاجتماعية، وكذلك التدهور الدراماتيكي في حرية الصحافة والمتابعات القضائية في حق المدونين. وفي حديثه عن قطاع الاتصالات والإنترنت بالمغرب، أقر التقرير بوجود إصلاحات كبيرة في هذا المجال، خاصة من الناحية الكمية، لكن هذه الإصلاحات حسب الخبير يحيى اليحياوي نقلت القطاع من احتكار الدولة إلى "احتكار الشركات"، وإن الوضع بحاجة للمزيد من تعزيز قيم المنافسة. في حين انتقد البعض انتقال القطاع إلى رأس المال الأجنبي. وعن مقاهي النت في المغرب، فلازالت تعرف رواجا بين الشباب المغربي، حيث تشكل وجها من وجوه البطالة المقنعة، لأنها تشكل غالبا فرص شغل مؤقتة. وتختلف أسباب ارتيادها من الدراسة إلى الترفيه وزيارة المواقع الإباحية التي تشكل هاجسا لدى شريحة مهمة. هذا ولا يزال المستخدمون يعانون من الأسعار المرتفعة للإنترنت، ومن ضعف جودة الخدمة المقدمة وبطئ الخدمة وانقطاعها أحيانا. وقد أشار التقرير إلى أن الحجب لا يمارس بشكل منهجي في المغرب، لكن لا ينفي حجب بعض المواقع خصوصا تلك المساندة لأطروحة إنفصال الصحراء المغربية، أو تلك التابعة لجماعة العدل والإحسان الإسلامية، وكذلك منصة التدوين www.livejournal.com وبعض مواقع البروكسي والتصغح الآمن مثل www.anonymizer.com والذي يمكن من التحايل على الحجب والرقابة. مدون وناشط حقوقي من المغرب [email protected]